Ghayat Matlub
غاية المطلوب وأعظم المنة فيما يغفر الله به الذنوب ويوجب الجنة
Genres
ويحكى عن أبي قلابة قال: (كان لي ابن أخ يتعاطى الشراب، فمرض فبعث إلي ليلا أن الحق بي، فأتيته، فرأيت أسودين قد دنيا منه، فقلت: إنا لله قد هلك ابن أخي، فاطلع أبيضان من الكوة التي في البيت، فقال أحدهما لصاحبه: انزل إليه، فلما نزل إليه تنحى الأسودان، فجاء فشم فاه، فقال: ما أرى فيه ذكر الله، ثم شم بطنه، فقال: ما أرى فيه صوما، ثم عاد فشم رجليه، فقال: ما أرى فيهما صلاة، فقال له صاحبه: ويحك عد فانظر، فعاد فشم فاه، فقال: ما أرى فيه ذكرا، ثم عاد فشم بطنه، فقال: ما أرى فيه صوما، ثم عاد فشم رجليه، فقال: ما أرى فيهما صلاة، فقال: ويحك رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليس معه شيء من الخير، اصعد حتى أنزل أنا، فنزل الآخر فشم فاه، فقال: ما أرى فيه ذكرا، ثم شم بطنه، فقال: ما أرى فيه صوما، ثم شم رجليه، فقال: ما أرى فيهما صلاة، ثم عاد فأخرج طرف لسانه، فقال الله أكبر أراه قد كبر تكبيرة في سبيل الله يريد بها وجه الله، بأنتاكية، ثم فاضت نفسه، فشممت في البيت رائحة المسك، فلما صليت الغداة قلت لأهلي: هل لكم في رجل من أهل الجنة، وحدثتهم بحديث ابن أخي، فلما بلغت ذكر أنتاكية قالوا: ليست أنتاكية، إنما هي أنطاكية فقلت والله لا أسميها إلا كما سماها الملك.
ويحكى عن مالك بن دينار، قال: (رأيت بالبصرة قوما يجلسون حول جنازة وليس يحمله أحد، فسألتهم عنه، فقالوا: هذا رجل من كبار المذنبين وعظماء المسرفين، وقد امتنع الناس من تشييع جنازته، وليس له صديق، قال: فأقمت حتى صليت عليه وأنزلته في حفرته، ثم انصرفت إلى ظل هناك، فنمت فرأيت ملكين قد نزلا من السماء، فشقا قبره، فنزل أحدهما، فقال له صاحبه: يا أخي لا تعجل عليه واختبر عينيه، فقال: قد اختبرتهما، فوجدتهما مملوءتين بالنظر إلى ما لا يحل، قال: فاختبر لسانه، قال: قد اختبرته فوجدته مملوءا بالخوض في الباطل، قال: فاختبر أذنيه، فقال: قد اختبرتهما فوجدتهما مملوءتين بسماع ما لا يحل، قال: فاختبر يديه، فقال: قد اختبرتهما، فوجدتهما مملوءتين بتناول الحرام، قال: فاختبر رجليه، قال: قد اختبرتهما فوجدتهما مملوءتين بالسعي إلى الحرمات، فقال له: يا أخي لا تعجل، ودعني حتى أنزل إليه، فنزل إليه وأقام ساعة، ثم قال: قد اختبرت قلبه فوجدت فيه ذرة من التوحيد. اكتبه مرحوما).
Page 108