127

Ghayat Amani

غاية الأماني في الرد على النبهاني

Investigator

أبو عبد الله الداني بن منير آل زهوي

Publisher

مكتبة الرشد،الرياض

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢هـ- ٢٠٠١م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

وما عدا هذا من الذنوب التي دونه في الرتبة والمفسدة لا نكفر بها، ولا نحكم على أحد من أهل القبلة -الذين باينوا عباد الأوثان والأصنام والقبور- بكفر بمجرد ذنب ارتكبوه، وعظيم جرم اجترحوه، وغلاة الجهمية والقدرية والرافضة ونحوهم ممن كفرهم السلف لا نخرج فيهم عن أقوال أئمة الهدى والفتوى من سلف هذه الأمة، ونبرأ إلى الله مما أتت به الخوارج وقالته في أهل الذنوب من المسلمين. قال ﵀: ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة من غير علم بمعناها ولا عمل بمقتضاها لا يكون به المكلف مسلمًا، بل هو حجة على ابن آدم، خلافًا لمن زعم أن الإيمان مجرد الإقرار كالكرّامية١، ومجرد التصديق كالجهمية٢، وقد أكذب الله المنافقين فيما أتوا به وزعموه من الشهادة، وسجل على كذبهم مع أنهم أتوا بألفاظ مؤكدة بأنواع من التأكيدات، قال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ ٣. فأكدوا بلفظ الشهادة وأن المؤكدة واللام والجملة الاسمية، فأكذبهم وأكد تكذيبهم بمثل ما

١ الكرّامية: نسبة إلى أبي عبد الله محمد بن كرّام بن عراق السجستاني (٢٢٥هـ) وهم مشبهة في الصفات، ومن معتقداتهم أيضًا القول بالتحسين والقبح العقليين ووجوب معرفة الله بالعقل موافقة للمعتزلة، والقول بأن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط. انظر عنهم: "الفصل في الملل والنحل" لابن حزم (٥/٧٣-٧٥) و"الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ١٢٤- ١٣٠- ط. المعرفة) "والفرق بين الفرق" (ص ١٦١- ١٧٠-ط. العلمية) و"خطط مصر" للمقريزي (٢/٣٤٩، ٣٧٥) . ٢ الجهمية: هم المنتسبون إلى الجهم بن صفوان أبي محرز مولى بني راسب الخراساني تلميذ الجعد بن الدرهم. والجهمية تطلق ويراد بها المعنى العام؛ أي: نفاة الصفات عن الله تعالى. أو المعنى الخاص؛ أي: أتباع الجهم بن صفوان. ومن آرائهم: نفي الصفات عن الله وتعطيلها، والقول بالجبر، والقول بفناء الجنة والنار، وإنكار الرؤية والكلام، والقول بخلق القرآن، وغير ذلك من معتقداتهم الباطلة. انظر عنهم: "الفصل" (٥/٧٣) و"الملل والنحل" (١/٩٧-٩٩) و"الفَرق بين الفِرق" (ص١٥٨-١٥٩) و"مقالات الإسلاميين" (١/٣٣٨) و"فرق معاصرة تنتسب للإسلام" (٢/ ٩٨٣- وما بعدها) . ٣ سورة المنافقون: ١.

1 / 132