51

Gharib Quran

غريب القرآن لابن قتيبة

Investigator

أحمد صقر

Publisher

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

يَا رُبَّ ذِي ضِغْنٍ وَضَبٍّ فَارِضِ ... لَهُ قُرُوءٌ كَقُرُوءِ الحَائِضِ (١) أي ضِغْن قديم. ﴿وَلا بِكْرٌ﴾ أي ولا صغيرة لم تلد، ولكنها ﴿عَوَانٌ﴾ بين تَيْنِك. ومنه يقال في المثل: "العَوَانُ: لا تُعَلَّمُ الخِمْرَة" (٢) . يراد أنها ليست بمنزلة الصغيرة التي لا تحسن أن تَخْتَمِر. ٦٩- ﴿صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾ أي ناصع صاف. وقد ذهب قوم إلى أن الصفراء: السوداء (٣) . وهذا غلط في نُعُوت البقر. وإنما يكون ذلك في نُعُوت الإبل. يقال: بعير أصفر، أي أسود. وذلك أن السود من الإبل يَشُوبُ سوادَها صفرة. قال الشاعر: تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي ... هُنَّ صُفْرٌ أَوْلادُها كَالزَّبِيبِ (٤) أي سود.

(١) أنشده ابن قتيبة في المعاني الكبير ٢/٨٥٠، ١١٤٣: "يارب مولى حاسد مباغض ... علي ذي ضغن وضب فارض له قروء. . . " وقال في شرحه: " فارض: ضخم، قال الله ﵎: (لا فارض ولا بكر)، قروء: أي أوقات تهيج فيها عداوته. يقال: رجع فلان لقرئه: أي لوقته" وكذلك أنشده الجاحظ في الحيوان ٦/٦٦ نقلا عن ابن الأعرابي، ونقل عنه أيضا في اللسان ٩/٦٩ وهو كذلك في مجالس ثعلب ١/٣٦٤ وروي كروايته هنا في تفسير الطبري ٢/١٩٠ وتفسير القرطبي ١/٤٤٨ والبحر المحيط ١/٢٤٨ وفيهم "ضغن على فارض" والضب: الضغن والعداوة، كما في اللسان ٢/٢٨. (٢) يضرب للعالم بالأمر المجرب له، وهو في جمهرة الأمثال ١٣٩. (٣) في الدر المنثور ١/٧٨ عن الحسن البصري:"قال: سوداء شديدة السواد" وفي مجاز القرآن ٤٤ "إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، كقوله: (جمالات صفر) أي سود". (٤) البيت للأعشى، كما في ديوانه ٢١٩ واللسان ٦/١٣٠ والأضداد لابن الأنباري ١٣٨ وتأويل مشكل القرآن ٢٤٦ وتفسير القرطبي ١/٤٥٠ والخزانة ٢/٤٦٤ وتفسير الطبري ٢/٢٠٠ وتفسير الكشاف ١/٧٤ وقوله: "منه" أي من الممدوح وهو أبو الأشعث قيس بن قيس الكندي. والركاب: الإبل، لا واحد له من لفظه، وإنما يعبر عن واحده بالراحلة.

1 / 53