52

Gharib Quran

غريب القرآن لابن قتيبة

Investigator

أحمد صقر

Publisher

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

ومما يدلك على أنه أراد الصفرة بعينها - قوله ﴿فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾ والعرب لا تقول: أسود فَاقِع - فيما أعلم - إنما تقول: أسود حالك، وأحمر قاني، وأصفر فَاقِع (١) . * * * ٧١- ﴿لا ذَلُولٌ﴾ يقال في الدوابّ: دابّة ذَلُول بَيِّنةُ الذِّل - بكسر الذال (٢) وفي الناس: رجل ذليل بَيِّن الذُّل. بضم الذال. ﴿تُثِيرُ الأَرْضَ﴾ أي تُقَلِّبها للزراعة. ويقال للبقرة: المُثِيرَة. ﴿وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ﴾ أي لا يُسْنَى (٣) عليها فَيُسْتَقَى بها الماء لسقي الزرع (٤) . ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾ من العمل. ﴿لا شِيَةَ فِيهَا﴾ أي: لا لَوْنَ فيها يخالف مُعْظَم لونِها - كالقُرْحَة، والرُّثْمَة، والتَّحْجِيل (٥) وأشباه ذلك. والشِّيَةُ: مأخوذة من وَشَيْتُ الثوبَ فأنا أشِيه وَشْيًا. وهي من المنقوص. أصلها وِشْيَة. مثل زِنَة، وعِدَة. * * * ٧٢- ﴿فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾ اختلفتم. والأصل: تَدَارَأْتُمْ. فأدغمت التاء في الدال، وأدخلت الألف ليسلم السكون للدال الأولى. يقال: كان بينهم

(١) قارن هذا بقول الطبري في تفسيره ٢/٢٠١. (٢) في اللسان ١٣/٢٧٣ "والذل - بالكسر - اللين، وهو ضد الصعوبة". (٣) في اللسان ١٩/١٣٠ "ومنه حديث البعير الذي شكا إليه فقال أهله: إنا كنا نسنو عليه: أي نستقي". (٤) قارن هذا بتفسير الطبري ٢/٢١٢. (٥) القرحة: الغرة في وسط الجبهة. وقيل: كل بياض يكون في الوجه. والرثمة: بياض في طرف الأنف، والتحجيل: بياض يكون في القوائم.

1 / 54