196

ولعل ابن الجوزي روى بعض كلامه بالمعنى، وحذف هذا الكلام الذي نقلناه عن ابن حبان، ليوهم أن ابن حبان رماه بالوضع، فقد دلس وذلك من تحريف الكلام عن مواضعه، ولم يذكر ذلك ابن حجر في ترجمة فضيل في تهذيب التهذيب، بل ذكر توثيقا ومدحا عن سفيان والشافعي، وابن معين وغيرهم، وذكر تضعيفا خفيفا عن بعض أهل الحديث، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب.

قال السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 337 ) ردا على ابن الجوزي لما قال: وعبد الرحمن - أي: أحد - رجال السند الثاني. قال أبو حاتم: واهي الحديث.

قال السيوطي: وعبد الرحمن بن شريك وإن وهاه أبو حاتم فقد وثقه غيره، وروى عنه البخاري في الأدب. قلت: ظاهر ترجمته في تهذيب التهذيب إن البخاري روى عنه بدون واسطة، فإنه قال فيها: (بخ) عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، روى، عن أبيه، وعنه البخاري في كتاب الأدب، وأبو كريب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشر بن شريك النخعي، وهو ابن أخيه، ومحمد بن أبي غالب العوفي، ومحمد بن مسلم بن وارة ، وغيرهم. انتهى المراد.

قال السيوطي في اللألئ ردا على ابن الجوزي على كلامه في السند الثاني: وابن عقدة من كبار الحفاظ، والناس مختلفون في مدحه وذمه.

قال الدارقطني: كذب من اتهمه بالوضع.

وقال سلمة: ما يتهمه بوضع الأباطيل.

وقال أبو علي الحافظ: أبو العباس إمام حافظ، محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم. انتهى.

Page 196