195

فرواية ابن الجوزي عن يحيى بن معين أنه ضعفه لا نسلم صحتها، بل الراجع أنه وثقه. والتضعيف رواه ابن حبان في ترجمة فضيل من كتاب المجروحين، فقال: سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن فضيل بن مرزوق ؟ فقال: ضعيف. انتهى.

وابن حبان لا يوثق به في مثل هذا لما قدمنا في الرد على رياض مقبل، والحنبلي محمد بن صالح لم أجد له ترجمة، وأحمد بن زهير هو أبو بكر بن أبي خيثمة، ترجم له الخطيب في تاريخه فأطراه، وذكره الذهبي، وابن حجر في لسان الميزان، لأجل مذهبه في القدر على حد تعبيرهم، وأما تضعيف أبي حاتم فإنما معناه أنه لا يحتج به عنده إذا انفرد، وهو معارض بتوثيق سفيان فهو أعرف به، لأنه روى عنه كما هو مذكور في ترجمته، وأبو حاتم متأخر عن زمانه.

وقد يكون أبو حاتم اعتمد رواية غير صحيحة عن فضيل واعتبرها دليلا على ضعفه.

وأما ابن حبان فهو مجازف يغلبه التعصب ضد من يخالف مذهبه، مع أن الرواية عنه التي رواها ابن الجوزي ينظر في صحتها عنه، لأنه ترجم لفضيل في كتابه المجروحين، ولم يذكر الكلمة التي رواها ابن الجوزي يروي الموضوعات، بل قال في ترجمته: والذي عندي أن كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الأثبات يكون محتجا به، وفيما انفرد على الثقات ما لم يتابع عليه يتنكب عنها في الاحتجاج بها. انتهى المراد.

Page 195