158

الكمال محبوب لذاته ، وعلمه تعالى بنفسه (65-ب) من حيث هو غني عن العالمين ، هو له:(1) . وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم (2) الحادث الذي يكون من هذه الأعيان ، أعيان العالم ، إذا وجدت. فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين ، وكذلك تكمل مراتب الوجود : فإن الوجود منه أزلي وغير أزلي وهو (3) الحادث . فالأزلي وجود الحق لنفسه وغير الأزلي وجود الحق بصورة(4) العالم الثابت . فيسمى(5) حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور (6)العالم . فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم . ألا تراه كيف نفس عن الأسماءالإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين (7) مسمى العالم ، فكانت الراحة محبوبة له(8) ، ولم يوصل إليها إلا بالوجود (9) الصوري الأعلى والأسفل . فثبت أن الحركة كانت للحب فما ثم حركة في الكون إلا وهي حبية . فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه(10) في الحال واستيلائه على النفس . فكان الخوف لموسى مشهودأ له بما وقع من قتله القبطي ، وتضمن الخوف. حب النجاة من القتل. ففر لما خاف ؛ وفي المعنى ففر لما أحب النجاة من فرعون وعمله به فذكر السبب الأقرب المشهود له في الوقت الذي هو كصورة الجسم للبشر (99-1) وحب النجاة مضمن(11) فيه تضمين الجسد للروح المدبر له .والأنبياء لهم لسان الظاهر به يتكلمون لعموم الخطاب ، واعتمادهم على فهم العالم السامع فلا يعتبر الرسل إلا العامة لعلمهم بمرتبة(12) أهل الفهم، كما نبه عليه السلام على

Page 204