159

هذه المرتبة (1) في العطايا فقال وإني لأعطي الرجل وغيره. أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار ". فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع. فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص (2) له عند الخلعة ، فيقول ما أحسن هذه الخلعة! ويراها غاية الدرجة. ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم- بما استوجب هذا - وهذه الخلعة من الملك * . فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب ، فيعلم منها قدر من خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم(3) من هو بهذه المثابة عمدوا (4) فيالعبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك (5) الخاص والعام فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه(1) خاص فيتميز به عن العامي . فاكتفى (1) المبلغون (8) العلوم بهذا. فهذا (96 -ب) حكمة قوله عليه السلام "ففررت منكم لما خفتكم"،ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية . فجاء إلى مدين فوجد الجاريتين وفسقى لهما " من غير أجر ثم تولى إلى الظل * الإلهي فقال ورب إني لما أنزلت إلي من خير فقير" فجعل عين عمله(9)السقي عين الخير الذي أنزله الله إليه، ووصف نفسه بالفقر إلى الله في الخير الذي عنده . فأراه الخضر إقامة الجدار من غير أجر فعتبه(10) على ذلك، فذكره سقايته من غير أجر ، إلى غير ذلك مما لم (11) يذكر حتى تمنى صلى الله عليه وسلم أن يسكت موسى عليه السلام ولا يعترض حتى يقص(12) الله عليه من أمرهما

Page 205