وَألف رَضِي الدّين الصَّاغَانِي التكملة على الصِّحَاح ذكر فِيهَا مَا فَاتَهُ من اللُّغَة وَهِي أكبر حجما مِنْهُ
وَأعظم كتاب ألف فِي اللُّغَة بعد الصِّحَاح كتاب الْمُحكم وَالْمُحِيط الْأَعْظَم لأبي الْحسن عَليّ بن سيدة الأندلسي الضَّرِير
ثمَّ كتاب الْعباب للرضي الصَّاغَانِي وَقد وصل فِيهِ إِلَى مَادَّة بكم حَتَّى قَالَ بَعضهم فِيهِ
(إِن الصغاني الَّذِي ... حَاز الْعُلُوم وَالْحكم)
(كَانَ قصارى أمره ... أَن انْتهى إِلَى بكم)
ثمَّ الْقَامُوس للْإِمَام مجد الدّين الفيروزابادي
قَالَ السُّيُوطِيّ وَهُوَ شيخ شُيُوخنَا وَلم يصل وَاحِد من هَذِه الثَّلَاثَة فِي كَثْرَة التداول إِلَى مَا وصل إِلَيْهِ الصِّحَاح وَلَا نقصت رُتْبَة الصِّحَاح وَلَا شهرته مَوْجُود هَذِه وَذَلِكَ لالتزامه مَا صَحَّ فَهُوَ فِي كتب اللُّغَة نَظِير صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتب الحَدِيث
وَلَيْسَ الِاعْتِمَاد على كَثْرَة الْجمع بل على شَرط الصِّحَّة انْتهى كَلَامه
قلت لَكِن فِي زَمَاننَا قد نقصت رُتْبَة الصِّحَاح وشهرته وَاكْتفى النَّاس فِي الْقَامُوس لثَلَاثَة أُمُور
الأول لجهلهم أَن الصِّحَاح أصح كتاب فِي اللُّغَة حَتَّى توهموا أَنه كثير الْغَلَط لما سمعُوا أَن فِيهِ تصحيفا وَلم يعلمُوا أَن ذَلِك لَا يَخْلُو مِنْهُ إِلَّا كتاب الله تَعَالَى وَأَنه يُمكن أَن يعرفهُ كل مشتغل باللغة
الثَّانِي لجهلهم مَا نذكرهُ من عُيُوب الْقَامُوس حَتَّى صَار عِنْدهم جَمِيع مَا فِيهِ قَطْعِيا
الثَّالِث لجهلهم مَا نذكرهُ من محَاسِن الصِّحَاح والتكملة
1 / 31