فن السيرة
فن السيرة
Publisher
دار الثقافة
Edition Number
٢
Genres
Gilbert Highet سيرة أوسلر بقوله:
" منذ ما يزيد على ثلاثين عامًا يوم كانت أكسفورد مدينة هادئة جميسلة، مات رجل كبير ذو وجه في خضرة الزيتون، بعد أن ظل يعاني آلام الزكام والتهاب الشعبتين طوال حياته، ولما أن هاجمه الالتهاب الرئوي الهجوم الأخير عرف أنه همومًا كان حينئذ " صديقه القديم "؟ كان رجلًا على حظ من القوة فدافع المرض عدة أسابيع، حتى أعجزه التهاب ذات الجنب والأنفلونزا، عندئذ أدرك أن النهاية قد دنت، وكان هو نفسه طبيبًا فلما أراد الطبيب الذي يتعهده أن يشرح له بعض الأعراض قال له: يا لك من مجنون، لقد ظللت أرقب هذه الحالة شهرين، وأنا آسف لأني لا أستطيع أن أقوم بالتشريح بعد الموت. وبعد بضعة أيام توفي مخلفًا وراءه ما تخلفه شخصية غريبة، لكنها كثيرًا ما كانت محببة إلى النفوس ".
واذن فلا قيد على الكاتب من هذه الناحية، فذلك جزء من حريته التي لا ينازع فيها؛ وللكاتب أيضًا أن يرسم للسيرة طولًا يسمح باكتمالها، ولكن الطول في السيرة ليس شيئًا صارمًا كما هي الحال في المسرحية والقصة، على أن الإتقان في تقدير الطول أمر هام أيضًا، ولكن استفاضة السير، وخاصة عند الغربيين، أمر ملحوظ. ومن النادر أن تجد سيرة قصيرة، فبعضها يتجاوز المجلدين، ويصل أحيانًا ستة مجلدات ضخمة، ومن عرف " نابليون " أو " بسمارك " لاميل لدفيج، يدرك أن
1 / 95