وسلوك طَرِيق الْعَالم وَغَلَبَة الْحَال عَلَيْهِ بعد بتحره فِي الْعُلُوم واستطالته على الْكل بِكَلَامِهِ والاستعداد الَّذِي خصّه الله بِهِ فِي تَحْصِيل أَنْوَاع الْعُلُوم وتمكنه من الْبَحْث وَالنَّظَر حَتَّى تبرم من الِاشْتِغَال بالعلوم الْعرية عَن الْمُعَامَلَة وتفكر فِي الْعَاقِبَة وَمَا يجدي وينفع فِي الْآخِرَة فَانْتَفع بِصُحْبَتِهِ الفارمذي وَأخذ مِنْهُ استفتاح الطَّرِيقَة وامتثل كل مَا كَانَ يُشِير عَلَيْهِ من الْقيام بوظائف الْعِبَادَات والإمعان فِي النَّوَافِل واستدامة الْأَذْكَار وَالْجد وَالِاجْتِهَاد طلبا للنجاة إِلَى أَن جَازَ تِلْكَ العقبات وتكلف تِلْكَ المشاق وَمَا تحصل على مَا كَانَ يطْلب من مَقْصُوده ثمَّ حكى أَنه رَاجع الْعُلُوم وخاض الْفُنُون وعاود الْجد وَالِاجْتِهَاد فِي كتب الْعُلُوم الدقيقة والتقى بأربابها حَتَّى
1 / 35