أريد أن أجعل المقالة «الأدبية» ضربا من الأدب، وما كل مقالة هي مقالة أدبية.
القاضي :
وماذا تعني بقولك «الأدبية»؟
بيكون :
شرح ذلك يطول يا سيادة القاضي، لكني أقول بصفة عامة إن جوهر الأدب واحد مهما اختلفت أشكاله، وجوهره هو الكشف عن حقيقة الإنسان كما تتبدى تلك الحقيقة في نوازعه الدينية، شريطة أن نصب ما نقوله في شكل ملائم؛ لأن القول السائب ليس أدبا، حتى وإن تحدث عن تلك النوازع الدفينة في الإنسان، وأنا أزعم يا سيادة القاضي، ويؤيدني المؤرخون للأدب في هذا الزعم، بأن مقالاتي كانت من الصنف الأدبي، الذي ينصب في شكل، والذي يدور حول حقيقة الإنسان التي تخفى عن الأبصار العابرة.
مونتيني :
إن بيكون يا سيادة القاضي يتحدث عنا معا.
القاضي :
هذا زعم مرفوض، إننا لا نريد لدنيا الأدب أن تدب فيها الفوضى، فلكل مجال ميزانه، وميزان الأدب قصة، والمحكمة تحكم عليكما بالشطب من سجلات التاريخ الأدبي.
نائب الاتهام (هامسا للقاضي) :
Unknown page