Fatima Zahra Wa Fatimiyyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genres
يجر العلاء إلى نفسه
وكل إلى حبله يجذب
فلو كان أمركم صادقا
لما ظل مقتولكم يسحب
ولا غض منكم «عتيق» ولا
سما «عمر» فوقكم يخطب
وما كانت خلافة عمر ولا أنباء القتلى من آل فاطمة وعلي سرا مجهولا يوجب الشك إن لم تجزم باليقين من بطلان الخبر وتلفيقه. وخير من هذه الأسرار وغيرها أنه عدل عن الدعوة الإسماعيلية فيما تواترت به أخباره في المشرق والمغرب، فما زالت دعوة القداح إلى ختام حياته قائمة على المبايعة بالخلافة لإسماعيل وأبناء إسماعيل.
وعلى هذا النحو يتتبع المؤرخ ما شاء من أخبار الباطنية، فلا يمضي مع خبر منها خطوة أو خطوتين حتى يصطدم بالعقل أو الواقع صدمة توجب الشك إن لم تجزم باليقين من بطلان الخبر وتلفيقه. وخير من هذه «الورقيات والنصيات» أن نطمئن إلى مقياس واحد لا شبهة عليه من أهواء السياسة ، ثم نعرض عليه الأخبار مما يوافقه أو لا يوافقه عسى أن نخلص منها إلى قول صحيح أو نقد صحيح.
ذلك المقياس هو الحالة النفسية الاجتماعية التي كانت شائعة في العالم الإسلامي من القرن الثالث إلى القرن الخامس للهجرة، ونخص منها بالنظر ما يرجع إلى مطالب الحكم من جهة ومساعي التكتم والمداراة من جهة أخرى.
فالدولة العباسية دخلت في دور الضعف والتفكك منذ أواخر القرن الثالث للهجرة، فاختلت قواعد الحكم وضاعت الثقة في الحكومة القائمة وكثر المنفصلون عن الدولة والمنتقضون عليها، وكان الدين هو حجة المطالبين بالحكم وحجة الخارجين عليه. فمن خرج على بني العباس أنكر عليهم حق الخلافة باسم النبي مع وجود عترة النبي من أبناء علي وفاطمة، ومن اعترف لبني العباس بالحق الشرعي في الخلافة زعم أن الحكم في دولتهم لغيرهم من وزراء الترك أو الديلم أو كتاب الدواوين الذين يتواطأون مع الولاة على انتهاب الأموال وبذلها للصنائع والأعوان، وأصبح دهماء الشعب على استعداد لإنكار الخلافة على القائمين بها والاستسلام للأدعياء الواثبين عليها، وتتابع المنتحلون للمعاذير الدينية في طلب الحكم أو عصيان الحاكمين من المغتصبين أو المستضعفين.
Unknown page