177

50

وقد كان بناؤها على يد «سوستراتوس الكنيدي» في أيام «بطليموس فلادلفوس»، وكان القصد منها هداية السفن. وقد أصابها هدم من فعل البحر ومن أسباب أخرى، ولكنها كانت ترمم كلما دعت الحال

51

إلى ترميمها. فكانت في أيام فتح العرب صالحة لم يفسد منها شيء، تلمع في النهار في ضوء الشمس، وتضيء بنورها في الليل على البحر إلى بعد عدة فراسخ من الإسكندرية. وكان شاطئ تلك الجهات ضحلا لا مرفأ له، وكانت السفن الآتية إلى الإسكندرية تعبر إليها بحرا فسيحا لا معالم فيه من البر؛ فكان من أكبر النعم أن يقام علم ظاهر في النهار والليل على مسافة ستين ميلا أو سبعين.

وقد كتب كتاب العرب شيئا كثيرا عن هذه المنارة؛ فقال الإصطخري

52

إن المنارة قائمة على صخرة في البحر، وبها أكثر من ثلاثمائة غرفة لا يهتدي فيها الزائر إلا إذا هداه دليل. وقال ابن حوقل:

53

إنها مبنية من صخور منحوتة قد جمع بعضها إلى بعض وشدت بالرصاص، ولا يشبهها شيء على وجه الأرض. وقد وصفها الإدريسي مثل ذلك الوصف

54

Unknown page