============================================================
وأما على القول الثاني، "إن المراد علم الججميع" فهل يقول مسلم إن احدا من الأولياء() (1) أوتي من العلم والحقاتق ما أرتيه سيد المرسلين؟4 الله اكبر الله اكالله اكبر كلا ولا ساوى ولي نبيا قط في حقيقة واحدة، وإن بين علميهما لغاية الاية والمباعدة.
قال "الشيخ تاج الدين" : (1) من عطاء الله كلمة اغظم بعقالها: الانبياء يطالعون بحقائق الأشياء، والأولياء يطالعون بمثالها . فالأول كمن رأى الشيء وشاهد مراه .
والثاني كمن شاهد مثاله المنطبع في المراة. فشتان ما بين المقامين شتان، وهيهات هيهات يا جاهلا فتان. والله ما أوتي أحد من الأولياء من العلم مثل ما أوتي أحد الصحابة ولاعشر معشاره، فضلا عمن فضله الله على الأنبياء والمرسلين بعلو مقداره، وآتاه علم الأولين والآخرين من بحر أنواره. ألم يسمع هذا الجاهل بالأثر الشائع نشره، (لما مات عمر بن الخطاب ذهب معه تسعة أعشار العلم وبقي عشره) (2) بهذا وأمثاله يقع كثير من الفقهاء في الصوفيه، وتسعى به الظنون الخفيه. وذلك لأنه يرى دخيلا مثل هذا الجاهل يزلهم إنه منهم، وهو بمنقطع الثرى عنهم، جاهل بالأحاديث والفقه والأصول، لا حاصل عنده من التصوف ولا محصول، ولا منهاج له إلى إدراك ولا وصول. يتصدى للكلام في مسألة، فيزل منها لجهله بالشرع زله، ويضل فيها لبعده والسمع ضله، قيطلع على ذلك (73 ب ) فقيه فيعلم أن هذه كفرة، توجب لقائلها من النار حفرة، فيظن أن الطوفية كلهم على هذا المنوال، وهم براء منه ما لهم له من وال، فيقضي على الكل بالضلال، ويرمي طريقهم بالاختلال والاعتلال. فإنا لله وإنا إليه راجعون من هذه المصيبة، و{حسبنا الله ونعم الوكيل} (4) من جاهل يتكلم في هذا المقام بهذه المعضلة العصيبة.
وقد أجاب الشيخ "علي وفا" (5) عن اعتراض أورده الشيخ زين الدين (() في الموضع كلمة غير مقروءة .
(2)الشيخ تاج الدين: هو عبد الوهاب بن علي السبكي (ت 771 ه) وقد مرت ترجمته: (3) ورد في الأثر: "ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتعة أعشار العلم" الاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبد البر 459/2.
(4) الآية الكريمة رقم 173 م سورة ال عمران رقم 3.
(5) الشيخ علي وفا: هو سيدي علي بن وفا الشاذلي، أبو الحسن، العارف الكبير بن العارف الكبير سيدي محمد ين محمد. ولد في القاهرة سنة 759ه وكان يقظا حاد الذهن، مالكي المتهب، وله *
Page 56