182

Faraj Mahmum

فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم

أم لا فيقال له (رحمه الله) إن قال لك المنجم إن هذه الشبهة على تقدير محال فلا يلزم الجواب عنها لأنه إذا كانت النجوم دلالات على الحادثات فلا بد أن تدل على ذلك الشيء المفروض إما أن يقع أو لا ويقال له أيضا ما تقول لو قال نبي من الأنبياء لرجل قد أوحى إلي ربك أن تسافر غدا ويفرض أن يقول مخالف الإسلام أترك السفر وأبطل بذلك نبوته فمهما أجبت عن هذا فهو جواب المنجم الذي يقول إن الله جعل النجوم دلالات على الحادثات

فصل:

ومما يعارض هذه الشبهة التي ذكر المرتضى أن يتعذر الجواب عنها أن يقال إنما وجدنا العلماء بالعلوم العقلية يزدادون في أنفسهم علوما وتفضيلا فيما لم يكونوا محيطين بها وبعضهم يزداد على بعض في العلوم العقلية وهذه معلومة منهم لا يحسن الجحود بها فما المانع أن يكون المخبر من المنجمين علمه وحكمه أحاط بأنه يكون ولم يحط بالعكس عليه كما أحاط علم يونس بعذاب قومه فوعدهم به ولم يحط بنجاتهم منه وكما أحاط علم موسى(ع)بأن ميقات قومه ثلاثين ليلة فأخبرهم بها ولم يحط علما بإتمام الثلاثين حتى صارت أربعين ليلة وكما روينا أن منجم النمرود أخبره بأن إبراهيم(ع)يحرق بالنار وكان عالما بإلقائه فيها ولم يكن أوتي العلم بأنه ينجو منها وقد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا هذا من رواه عن الصادق(ع)ولم يجعل الصادق ذلك طعنا على بطلان علم النجوم فهذا الأصح لأهل العلوم

Page 182