Impressionists ، إلا أن معظم التصوير والنحت كان قد ساخ في شيء لا يحلم شخص ذكي ومثقف أن يسميه فنا، وإنما في تلك الأيام تم اختراع السلعة التي لا تزال المنتج الرائج للمعارض الرسمية في طول أوروبا وعرضها، وبوسعك أن ترى أطنانا منه كل صيف في برلنجتون هاوس وفي «الصالون»
The Salon . الحق أنك قلما ترى شيئا غيره هناك، إنه لا يدعي أنه فن، وإذا كان منتجوه يظنونه فنا في بعض الأحيان فإنهم يفعلون ذلك بكل براءة؛ إذ ليس لديهم أي فكرة عما يكونه الفن؛ فكلمة «الفن» إنما يعنون بها محاكاة الأشياء، وحبذا لو كانت أشياء جميلة وشائقة، هكذا قال المتحدثون بلسانهم مرارا وتكرارا. إن صنف الشيء الذي بدأ يقوم مقام الفن حوالي 1840م، وما زال يعتبر مرضيا للطبقة المتوسطة الدنيا، كان قمينا أن يكون غير متصور في أي وقت بين سقوط الإمبراطورية الرومانية ووفاة جورج الرابع، وحتى في القرن الثامن عشر، عندما كانوا عاجزين عن خلق الشكل الدال، كانوا يعرفون أن المحاكاة الدقيقة لا جدوى لها في ذاتها، وليس قبل أن يمكن لنفسه التصوير الرسمي (والنحت والعمارة الرسميان) ويقبل كبديل للفن. يمكننا أن نقول عن يقين إن المنحدر الطويل الذي بدأ مع البدائيين البيزنطيين قد انتهى، غير أننا وقد بلغنا هذه النقطة نعرف أننا لا يمكن أن نهبط أكثر من ذلك.
علينا أن نسم النقطة التي بالقرب منها ماتت اندفاعة ضخمة، ولكن ليس علينا أن نتلكأ في المستنقعات الآسنة (أو علينا ألا نوغل فيها إلا لكي نقول كلمة عدل). لا تقذع في لوم المصورين الرسميين، أحياء أو أمواتا، ليس بوسعهم أن يضيروا الفن؛ لأنهم لا علاقة لهم بالفن؛ ليسوا فنانين. إذا لم يكن بد من اللوم فلتلم هذا الجمهور الذي بعد أن فقد كل فكرة عما يكونه الفن جعل يطلب، ولا يزال يطلب، بدلا منه الشيء الذي يمكن لهؤلاء المصورين أن يقدموه. التصوير الرسمي نتاج ظروف اجتماعية لم تزل بعد. آلاف الناس الذين لا يهمهم الفن البتة لديهم القدرة على شراء لوحات ويمارسون عادة شراء اللوحات. إنهم يريدون خلفية، تماما مثلما كانت سيدات النظام البائد وسادته يريدون خلفية، لا فرق إلا في أن فكرتهم عما ينبغي أن تكون الخلفية مختلفة؛ يقدم رسام التجارة ما هو مطلوب، ولسذاجته يسميه فنا، إنه ليس فنا، وليس حتى سببا من أسباب الراحة، غير أن هذا يجب ألا يعمينا عن حقيقة أنه منتج صادق. أعترف أن الرجل الذي ينتجه يرضي ذوقا سوقيا وغير مربح، كذلك يفعل التاجر الشديد الاستقامة الذي يدفع بهليون تفه لسوق الكريسماس. لن يكترث سير جورجيوس ميداس أبدا بالفن، ولكنه سوف يحتاج دائما لخلفية، وما لم يعتر الأشياء تغير مفاجئ فسوف يمر وقت قبل أن يفقد القدرة على الحصول على ما يريد ، مقابل جائزة. ومهما تكن روعة وحيوية الحركة الجديدة، فهي في تصوري لن تقضي وحدها على مهنة صناعة الصور. سوف تخبو التجارة ولكني أشك أنها سوف تبقى حتى لا يكون ثمة من يقدر على اقتناء تنجيد منظراني، حتى لا يكون ثمة مشترون إلا أولئك الذين يضحون عن طيب خاطر من أجل فرحة امتلاك عمل فني. (4) يخرج الحي من الميت
Alid Ex Alio
45
في القرن التاسع عشر بدا أن الروح تدخل فترة حضانة من تلك الفترات الاستثنائية التي تذكرنا على الفور بالعصر الذي شهد المرض الأخير للإمبراطورية الرومانية وللحضارة الهليلينية. ثمة شيء ما يبعث على القلق بشأن الفيكتوريين والحركة الفيكتورية، لكأنما المرء إذ رأى القرش وقد سقط «كتابة» يهم فجأة أن يكشف النقاب عن ظل «ملك»، لقد كان يسعك أن تقسم أنه كان «ملك»، إنه شيء لا يهم ولكنه مقلق، وربما يهم فعلا بعد كل شيء. حين ينظرون من زوايا نائية يأخذ القضاة والوزراء الفيكتوريون سيماء المتآمرين، ثمة شيء نبوئي في السيد جلادستون، أما في برنامج نيوكاسل فثمة شيء مثير للشفقة. تؤخذ فرضيات محترمة متضمنة أحقر النتائج، ومع ذلك فالطبقات المحترمة تنظر، بينما الأناركيون والسوبرمن مروعون لا أكثر بلعب الورق وشرب الشمبانيا من جانب من هم أغنى منهم، واللاأدريون يرون إصبع الرب في سقوط باريس الملحدة، والفرديون يصخبون من أجل قوة شرطية أكبر وأكثر يقظة.
هكذا يبدو لنا القرن التاسع عشر، معظم الجبال تتمخض عن فئران مزرية، ولكن الأجزاء ترتج بزوابع في فناجين ذهنية، و«قبل الرفائيليين»
يعترضون على تقليد النهضة الكلاسيكية كله، ويضيفون بضعة أسماء إلى القائمة الثقيلة للمصورين المعروفين برداءتهم، و«الانطباعيون الفرنسيون» يدعون أنهم لا يفعلون أكثر من دفع نظرية التمثيل السائدة إلى نهايتها المنطقية، وفي ممارستهم يصورون بعض اللوحات المجيدة. ليس هذا فحسب بل يزلزلون الموروث المهلك ويذكرون الشطر الأذكى من العالم أن الفن البصري لا علاقة له بالأدب من قريب أو بعيد، ويرسم ويسلر
Whistler
جزءا فحسب من الدرس الصحيح، وآه لو كان فنانا أعظم مما هو، غير أنه كان فنانا على كل حال. وحوالي سنة 1880م انقرضت السلالة تقريبا في هذا البلد.
Unknown page