126

Falsafa Ingliziyya Fi Miat Cam

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

Genres

Lux Mundi » (1889) والذي يضم مقالات لكتاب مختلفين. ولقد كان جور، مثل موريس، اشتراكيا مسيحيا وداعية إصلاح، تعلم في كلية ب«اليول

Balliol » منبع المثالية الإنجليزية.

ومن الواجب الإشارة إليه في هذا العدد بوجه خاص نظرا إلى محاولته توجيه الاتجاه «البوسي

» المحافظ داخل حركة أكسفورد وجهة حديثة، وبث روح النقد المتحرر فيها، فعلى حين أن نقطة بدايته، في ناحية العقيدة والسلطة الكنيسية، كانت هي ذاتها نقطة بداية «بوسي

»، فقد اضطلع بمهمة التوفيق بين مبدأ السلطة الدينية وبين المبادئ العلمية والفلسفية عن طريق وضع حد فاصل بين نطاقي نفوذهما، وقد أراد أن يبني العقيدة المسيحية على أساس العلم والنقد الحديث، وأن يربطها في علاقة حية بالمشكلات الأخلاقية والاجتماعية الحديثة.

11

وينبغي أن يذكر هنا اسم آخر، هو اسم «ماكس مولر

Max Müller » (1823-1900)، وهو من الباحثين الرواد في ميدان الدراسة العلمية والتاريخية للأديان، وواحد من أعظم العلماء المدققين في عصره، وقد كان ألمانيا بحكم المولد، إذ إنه نجل الشاعر «فيلهلم مولر

Wilhelm Muller »، ولكنه وفد إلى إنجلترا في 1846، وشغل الكرسيين الآتيين في أكسفورد، كرسي اللغات الحديثة من 1850 إلى 1868، وكرسي فقه اللغة المقارن من 1868 حتى تقاعده السابق لأوانه عام 1875. وله دراسات تشغل عددا كبيرا من المؤلفات، وتمتد إلى ميادين واسعة ومتنوعة كالأديان المقارنة والفلسفة والتراجم وعلم الأساطير المقارن وفقه اللغة والدراسات الشرقية واللغويات إلخ. وقد جلبت له هذه الدراسات شهرة عالمية، لا سيما في الهند واليابان والصين، وأكسبته تكريمات متعددة، وكان له دور بارز في فتح آفاق الحضارات والأديان الشرقية، ولا سيما الهندية، أمام الدارسين الغربيين، وقد طبق المنهج المقارن بطريقة مثمرة على دراسة الدين والحضارة والأسطورة.

وكان يرى أن الدين واللغة يسيران جنبا إلى جنب على المستوى البدائي على الأقل، وأن من الممكن استخدام كل منهما في إلقاء ضوء على الآخر، ومن ثم فقد جعل من البحث في اللغة أداة تساعد على البحث العلمي للدين، غير أنه كان باحثا أكثر منه مفكرا، وكان لغويا أكثر منه فيلسوفا، وحال تعدد أوجه نشاطه دون وصوله إلى مذهب فلسفي موحد.

Unknown page