Falsafa Ingliziyya Fi Miat Cam
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Genres
وكان مولر يعني بالدين، الشعور عن وعي باللامتناهي، بقدر ما يمكن لتأثيره أن يتحكم في الطابع الأخلاقي للإنسان. وقد ميز بين ثلاث مراحل في تطور الحياة الدينية: هي المادية
physical
والأنثروبولوجية والنفسانية، وكان يرى في المسيحية خلاصة لكل دين، كما بدا له تاريخ الدين بأسره تطورا لا شعوريا نحو هذا الهدف الأسمى، وإليه ندين أيضا بترجمة كاملة لكتاب «نقد العقل الخالص
Critique of Pure Reason » لكانت (1881)، وهي مهمة كان شوبنهور ينوي الاضطلاع بها قبل نصف قرن من الزمان، ولكنه لم ينفذها. ولقد سبقت ترجمة مولر ترجمة أخرى تولاها مايكلجون
Meikeljohn (1855)، كما حلت محلها الآن ترجمة أخرى لنورمان كمب سمث
Norman Kemp Smith (1929) تفوق السابقتين بمراحل في الدقة والتبصر الفلسفي على السواء.
12
ونستطيع أن نضيف هنا كاتبين في الفلسفة لا يمكن أن يعدا منتميين إلى معسكر بعينه، وكانت تشغلهما مشكلات من نوع آخر بالإضافة إلى مشكلة الدين، هما الاسكتلنديان: فريزر وفلنت.
كان «ألكسندر كامبل فريزر
A. Campbell Fraser » (1819-1914) خليفة لهاملتن، من 1856 إلى 1891، في كرسي المنطق والميتافيزيقا في إدنبرة. ولا ترجع أهميته الفلسفية إلى أي تفكير منهجي بقدر ما ترجع إلى نشاطه الطويل الناجح في التعليم، ومزاياه بوصفه ناشرا لمؤلفات لوك وباركلي، اكتسبت تعاليمهما بفضله شهرة واسعة، وبعثت فيها حياة جديدة، جعلت أقوالهما تسري على ألسنة النقاد وعامة الناس. ولقد ظل شباب اسكتلندا، طوال أكثر من جيل كامل، يتلقون العلم على يديه، ويكتسبون انطباعات وإيحاءات لا تزول من محاضراته التي لم تكن ترمي إلى فرض أي مذهب محدد على السامع، بقدر ما كانت تهدف إلى بث روح التفلسف فيه بفضل ما تبعثه من شعور بالحرية والحماسة؛ وبذلك تحفزه على التفكير الإيجابي المستقل. «فلم ينشر فريزر مذهبا ولا أسس مدرسة، وإنما أثار الأفكار وحفزها دون أن يدفعها إلى السير في اتجاهه» (سورلي).
Unknown page