226

Fadail Thaqalayn

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

Genres

أعداءهم التياحا واجتياحا. عصمنا الله تعالى من أشواط عقاب الخذلان، وأنزلنا في جوارهم بحبوحة الجنان.

نعم ولصدر هذه القصة خطبة بليغة باحثة على خطبة موالاتهم، فات عني إسنادها عفو البديهية، وهي هذه الخطبة التي خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين نزلت: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا (1).

694 فقال: «الحمد لله على آلائه في نفسي، وبلائه في عترتي وأهل بيتي، أستعينه على نكبات الدنيا وموبقات الآخرة، وأشهد أن الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولا شريكا ولا عمدا، وإني عبد من عبيده، أرسلني برسالته إلى جميع خلقه ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة (2) واصطفاني على العالمين، من الأولين والآخرين، وأعطاني مفاتيح خزائنه، ووكد علي بعزائمه، واستودعني سره، وأمدني فأبصرت له، فأنا الفاتح، وأنا الخاتم، ولا قوة إلا بالله، اتقوا الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (3).

واعلموا أن الله بكل شيء محيط، وأنه سيكون من بعدي أقوام يكذبون علي، فيقبل منهم، ومعاذ الله أن أقول على الله إلا الحق، وأفوه بأمره إلا الصدق، وما آمركم إلا ما أمرني به، ولا أدعوكم إلا إليه وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » (4).

فقام إليه عبادة بن صامت، فقال: ومتى ذاك يا رسول الله؟ ومن هؤلاء؟ عرفناهم لنحذرهم.

قال: «أقوام قد استعدوا لها من يومهم، وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس مني هاهنا» وأومأ (صلى الله عليه وآله) إلى حلقه فقال عبادة: فإذا كان ذلك فإلى من يا رسول الله؟

فقال: «عليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي، الآخذين عن نبوتي، فإنهم يصدونكم عن الغي، ويدعونكم إلى الخير، وهم أهل الحق ومعادن الصدق، يحيون فيكم الكتاب والسنة، ويجنبونكم الإلحاد والبدعة، ويقمعون بالحق أهل الباطل ولا يميلون مع

Page 248