126

Fadail Thaqalayn

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

Genres

الخبر: أن الله تعالى رد الشمس على نبيه (صلى الله عليه وآله) بعد مغيبها، فلو لم يكن رجوع الشمس نافعا، وأنه لا يتحدد الوقت لما ردها عليه، فكذلك إحياء أبويه (صلى الله عليه وآله) يكون نافعا لإيمانهما وتصديقهما بالنبي (صلى الله عليه وآله)، وقد قبل الله إيمان قوم يونس وتوبتهم بعد تلبسهم بالعذاب فيما ذكر في بعض الأقوال، وهو ظاهر القرآن، وأما الجواب عن الآية فيكون ذلك قبل إيمانهما، وكونهما في العذاب. والله سبحانه بغيبته أعلم وأحكم (1).

418 عن أمير المؤمنين علي المرتضى (عليه السلام) قال: «أخبرت رسول الله بموت أبي طالب، فبكى، ثم قال: اذهب فغسله وكفنه وواره، غفر الله له» قال: «ففعلت، وجعل رسول الله يستغفر له أياما، ولا يخرج من بيته، فنزل جبرئيل بهذه الآية ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ».

رواه الشيخ الإمام الرحلة سعيد الدين محمد الكازروني في كتابه المنتقى (2).

419 عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه أنه قال:

لما احتضر أبو طالب جاءه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال له: «قل يا عم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أشهد لك بها عند الله»، فلم يتمكن من الجواب، لاعتقال لسانه من دنو منيته وشدة ما كان فيه، فأشار بإصبعه- وحرك شفتيه- وعقد ثلاثا وتسعين، فقال العباس:

أسلم والله عمك بلسان الحبشة.

رواه الصالحاني في كتابه المجتبى، عن كتاب سنة الطيبين الطاهرين (3).

420 وأما أمه رضي الله عنهما، فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أول هاشمية ولدت هاشميا، أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة، وشهدها النبي (صلى الله عليه وآله)، وتولى دفنها، ونزع قميصه وألبسها إياه، واضطجع في قبرها، فلما سوي عليه التراب سئل عن ذلك، فقال: «ألبستها لتلبس من ثياب الجنة، واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من

Page 148