الباري، واختيار عمر ﵁ للعباس ﵁ للتوسُّل بدعائه إنَّما هو لقرابته من رسول الله ﷺ، ولهذا قال ﵁ في توسله: "وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا"، ولم يَقل: بالعباس، ومن المعلوم أنَّ عليًّا ﵁ أفضلُ من العباس، وهو من قرابة الرسول ﷺ، لكن العباس أقرب، ولو كان النَّبيُّ ﷺ يُورَث عنه المال لكان العباس هو المقدَّم في ذلك؛ لقوله ﷺ: "أَلحقوا الفرائض بأهلها، فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر" أخرجه البخاري ومسلم.
وما يزعمونه من ظلم أبي بكر ﵁ أهل البيت في منع ميراثه ﷺ وأخذه الخلافة منهم، مردودٌ بكونه ﵁ لم يقسم ميراثه ﷺ تنفيذًا لِمَا جاء عنه ﷺ، فقد روى البخاري (٦٧٢٥) (٦٧٢٦) ومسلم (١٧٥٩) عن عائشة: "أنَّ فاطمة والعباس ﵉ أتيَا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ﷺ، وهما