Mawsūʿat al-iʿjāz al-ʿilmī fī al-Qurʾān wa-l-Sunna
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
Publisher
دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني
Edition Number
الثانية ١٤٢٦ هـ
Publication Year
٢٠٠٥ م.
Publisher Location
جادة ابن سينا.
Genres
ومعروفٌ: "أنّه زادَ غازُ الفحمِ باثنين من العشرةِ على كميَّتِه النظاميةِ في الدمِ لتَضَاعَفَ التنفُّسُ، ولو قلَّ غازُ الفحمِ باثنين من العشرةِ عن كميّتِه النظاميةِ في الدمِ لَتَوَقَّفَ التنفُّسُ، ما هذا التوازن؟! إذا ارتفعَ غازُ الفحمِ في الدمِ دونَ أن ينبّهَ مراكزَ التنفسِ دخلَ الإنسانُ في غيبوبةٍ ثم ماتَ، وهؤلاء الذين يختنقون في الحمَّامِ أحيانًا بسببِ استخدامِ وقودٍ غازيٍّ مثلًا، ما السبب؟ ارتفاعُ نسبةِ غازِ الفحمِ في الجوِّ، وبالتالي في الدمِ، وبالتالي يتوقّفُ التنفُّسُ، فيموتُ الإنسانُ.
هذا النَّفَسُ، وهاتان الرئتان، ننامُ ملءَ العيونِ، والرئتان تعملانِ بانتظامٍ، ننامُ ملءَ العيونِ، والقلبُ ينبُضُ بانتظامٍ، ننامُ ملءَ العيونِ، والغددُ الصمَّاءُ تقومُ بأعمالها بانتظامٍ، ننامُ ملءَ العيونِ، وجهازُ الهضمِ يفرِزُ بانتظامٍ، قال ﷿: ﴿وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: ٢١] .
الرئتان
مِن آياتِ اللهِ الدالةِ على عظمتِه هاتانِ الرئتانِ، اللتانِ أُودِعَتَا صدرَ الإنسانِ، وتتّصلُ كلُّ منهما بالمحيطِ الخارجيِّ بقصبةٍ هوائيةٍ هي الرغامى، هذه القصبةُ تتفرَّعُ إلى ثلاثةٍ وعشرين فرعًا، إلى أنْ تصلَ هذه الفروعُ إلى الأسناخِ، أو الحويصلاتِ الرئويةِ، وهي أصغرُ وحدةٍ في الرئةِ، فقُطرُ الحويصلةِ وهي متنفخةٌ بالهواءِ رُبْعُ مِيكْرُون، أمّا قُطْرُ القصبةِ فهو خمسةُ سنتيمتراتٍ، أيْ بمساحة قطعةٍ معدنيةٍ، أو أكبرَ بقليلٍ، لكنّ مساحةَ الحويصلاتِ سبعونَ مترًا مربعًا، تتلقَّى الهواءَ من قصبةٍ لا يزيدُ قطْرُها على خمسة سنتيمتراتٍ، وهل تصدِّقون أنّ في الرئتين ثلاثمئةٍ وخمسين مليونَ سنخٍ رئويٍّ، أو حويصلةٍ رئويةٍ، وأنّ مساحةَ الأسناخِ الرئويةِ تزيدُ على مساحةِ القصبةِ ألفَيْ ضعفٍ، وقد شَبَّهوا مساحةَ القصبة الرئويةِ بالليرةِ، وشبَّهوا مساحةَ الأسناخِ الرئويةِ بملعبٍ لكرَةِ المضرِب، يدخلُ الهواءُ من قصبةٍ، ويتفرّعُ بمساحاتٍ واسعةٍ، من أجلِ التبادلِ مع الأوكسجينِ.
1 / 173