221

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Publisher

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Edition Number

الأولى، 1421هـ - 2000م

أنواعهما. والرابع: عكس الثالث كم يقسم وجود كل نوع إلى وجود الصنف والشخص ثم التقسيم قد يطلق على الترديد العمدة في طريق التمثيل كما مر في الترديد. وعند أرباب الحساب التقسيم هو القسمة التي سيجيء ذكرها إن شاء الله تعالى.

والتقسيم عند أرباب البديع هو ذكر متعدد ثم إضافة ما لكل إليه على اليقين بخلاف اللف والنشر فإنه ليس هناك إضافة فبين التقسيم واللف والنشر تباين. ومن هذا البيان تبين أن قوله على اليقين مستغنى عنه لا احتياج إليه لإخراج اللف والنشر فتأمل. وأيضا للتقسيم عندهم معنيان آخران. أحدهما: استيفاء أقسام الشيء كقوله تعالى {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما} . والثاني: ذكر أحوال الشيء مضافا إلى كل من تلك الأحوال ما يليق به. والمثال في كتب البديع.

التقدم: كون الشيء أولا وهو خمسة لأن المتقدم إما أن يكون مجامعا للمتأخر أو لا - الثاني هو التقدم بالزمان كتقدم موسى على عيسى - صلى الله عليه وسلم

- والأول لا يخلو إما أن يكون المتأخر محتاجا إليه أو لا - والأول إما أن يكون المتقدم علة تامة للمتأخر أو لا. الأول: التقدم بالعلية كتقدم طلوع الشمس على وجود النهار. والثاني: التقدم بالطبع كتقدم الواحد على الاثنين. وإن لم يكن المتأخر محتاجا

إلى المتقدم فلا يخلو إما أن يكون التقدم والتأخر بالترتيب بأن يكون شيء أقرب من غيره إلى مبدأ محدود لهما أو لا الأول التقدم بالوضع فهو عبارة عن تلك الأقربية وهو على نوعين: (طبيعي) إن لم يكن المبدأ المحدود بحسب الوضع والجعل بل بحسب الطبع كتقدم الجنس على النوع (ووضعي) إن كان المبدأ بحسب الوضع والجعل كتقدم الصف الأول بالنسبة إلى المحراب على الصف الثاني مثلا. والثاني التقدم بالشرف وهو في الحقيقة الرجحان بالشرف كتقدم أبي بكر الصديق على عمر الفاروق رضي الله تعالى عنهما.

واعلم أن المتكلمين ذهبوا إلى أن للتقدم قسما آخر سوى الخمسة المشهورة وسموه بالتقدم الذاتي وهو تقدم أجزاء الزمان بعضها على بعض والذي اضطرهم على ذلك أنهم رأوا أن تقدم أجزاء الزمان بعضها على بعض لا يصدق عليه شيء من الأقسام الخمسة المذكورة للتقدم. أما عدم صدق ما وراء التقدم بالزمان فظاهر لعدم اجتماع تلك الأجزاء. وأما عدم صدق التقدم الزماني عليه فلأن مقتضى التقدم الزماني أن يكون المتقدم في زمان سابق والمتأخر في زمان لاحق فلو كان ذلك التقدم زمانيا لزم أن يكون أمس في زمان متقدم واليوم في زمان متأخر عنه وننقل الكلام إلى ذينك الزمانين فيلزم أن يكون هناك أزمنة غير متناهية ينطبق بعضها على بعض وأنه محال. فثبت أن تقدم بعض أجزاء الزمان على بعض ليس تقدما زمانيا فاحدثوا تقدما بالذات وعرفوه بالتقدم بلا واسطة الزمان بأن يكون الأمران غير مجتمعين ويكون أحدهما مقدما

Page 227