أحبابنا كيف حلّلتم قطيعة من ... أمسى وليس له فى غيركم أمل؟ !
لا يحمل الضّيم إلا فى محبّتكم ... ولا يقاس به فى عيره رجل (١)
ولى رسائل فى طىّ القلوب خذوا ... منها حديثى الذى سارت به الإبل (٢)
إذا تذكرت أيّامى بقربكم ... والوصل متصل والهجر منفصل
وخدّد الدمع خدّى من تدفنه ... وفى الحشا لهب الأشواق تشتعل (٣)
والآن قد حيل ما بينى وبينكم ... وضاق منه علىّ السهل والجبل
ترى أرى صافيا ما قد تكدر من ... عيشى وترجع لى أيامنا الأول؟ !
ويصبح الشمل ملتما وليس لمن ... قد كان يحسدنا قول ولا عمل؟ !
والحب يبدى اعتذارا من جنايته ... بغير وجه ويعلو وجهه الخجل
وكل ساع سعى فينا (٤) ... يقول لنا
لا ناقة لى فى هذا ولا جمل
... وله أيضا:
إلى سحر عينيك العيون تهاجر ... وقد فنيت أبصارنا والبصائر
بكل فؤاد للعيون وساوس ... نواه بتحكم الغرام أوامر (٥)
_________
(١) العير: لحظ العين ومنه المثل العربى: قبل عير وما جرى
(٢) فى س «شطت به العيل» وفى س «شطت به الفيل»
(٣) خدد الدمع خدى جعل فيه أخاديد أى شقوقا، كناية عن شدة الحزن وكثرة الدمع. وفى س. «وخدد الدمع خدى من تفرقه».
(٤) فى المطبوعة: «بنا»
(٥) فى س «فكل فؤاد. . قواه فتحكيم».
1 / 24