25

Durrat Ghawwas

درة الغواص في أوهام الخواص

Investigator

عرفات مطرجي

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Publisher Location

بيروت

وَبِمَعْنى الملكة كَقَوْلِك: عِنْدِي مَال، وَبِمَعْنى الحكم كَقَوْلِك: زيد عِنْدِي أفضل من عَمْرو، أَي فِي حكمي، وَبِمَعْنى الْفضل وَالْإِحْسَان كَمَا قَالَ ﷾ إِخْبَارًا عَن خطاب شُعَيْب لمُوسَى ﵉: ﴿فَإِن أتممت عشرا فَمن عنْدك﴾ أَي من فضلك وإحسانك. [١٩] وَيَقُولُونَ لمن تغير وَجهه من الْغَضَب: قد تمغر وَجهه بالغين الْمُعْجَمَة، وَالصَّوَاب فِيهِ تمعر بِالْعينِ المغفلة ذكر ذَلِك ثَعْلَب، وَاسْتشْهدَ عَلَيْهِ بِمَا روى عَن ابْن عَبَّاس ﵁ أَن الله ﷿ أَمر جِبْرِيل ﵇ بِأَن يقلب بعض الْمَدَائِن فَقَالَ: يَا رب إِن فِيهَا عَبدك الصَّالح، فَقَالَ: يَا جِبْرِيل، ابدأ بِهِ فَإِنَّهُ لم يتمعر لي وَجهه قطّ، أَي لم يغْضب لأجلي، فَرَوَاهُ بِالْعينِ الْمُهْملَة، ثمَّ قيد الرِّوَايَة بِأَن غلط من رَوَاهُ بالغين الْمُعْجَمَة، وَنسبَة إِلَى التَّصْحِيف فِي الْكَلِمَة. [٢٠] وَيَقُولُونَ من هَذَا النَّوْع أَيْضا: قد اصفر وَجهه من الْمَرَض، واحمر خَدّه من الخجل وَعند الْمُحَقِّقين أَنه إِنَّمَا يُقَال: اصفر واحمر ونظائرهما فِي اللَّوْن الْخَالِص، الَّذِي قد تمكن وَاسْتقر وَثَبت وَاسْتمرّ، فَأَما إِذا كَانَ اللَّوْن عارضا لسَبَب يَزُول وَمعنى يحول، فَيُقَال فِيهِ: اصفار واحمار، ليفرق بَين اللَّوْن الثَّابِت واللون الْعَارِض، وعَلى هَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث: فَجعل يحمار مرّة ويصفار أُخْرَى. [٢١] وَيَقُولُونَ: اجْتمع فلَان مَعَ فلَان، فيوهمون فِيهِ، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: اجْتمع فلَان وَفُلَان لِأَن لَفْظَة اجْتمع على وزن افتعل، وَهَذَا النَّوْع من وُجُوه افتعل مثل اخْتصم واقتتل، وَمَا كَانَ أَيْضا على وزن تفَاعل مثل تخاصم وتجادل يَقْتَضِي وُقُوع

1 / 33