21

Durrat Ghawwas

درة الغواص في أوهام الخواص

Investigator

عرفات مطرجي

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Publisher Location

بيروت

الْتحق بحيز مَا لَا يتَصَرَّف بِنَفسِهِ، فَلهَذَا عدى الْفِعْل إِلَيْهِ بِحرف الْجَرّ، كَمَا يعدى إِلَى مَا لَا حس لَهُ وَلَا عقل. [١٦] وَيَقُولُونَ: المشورة مباركة، فيبنونها على مفعلة وَالصَّوَاب أَن يُقَال فِيهَا مشورة على وزن مثوبة ومعونة، كَمَا قَالَ بشار: (إِذا بلغ الرَّأْي المشورة فَاسْتَعِنْ ... بِرَأْي لَبِيب أَو نصاحة حَازِم) (وَلَا تحسب الشورى عَلَيْك غَضَاضَة ... فَإِن الخوافي رافدات القوادم) وَكَانَ الأَصْل فِي مشورة مشورة على وزن مفعلة مثل مكرمَة، فنقلت حَرَكَة الْوَاو إِلَى مَا قبلهَا وسكنت هِيَ فَقيل مشورة. وَاخْتلف فِي اشتقاق اسْمهَا فَقيل أَنه من قَوْلك: شرت الْعَسَل اشورة إِذا جنيته، فَكَأَن المستشير يجتني الرَّأْي من المشير. وَقيل: بل أَخذ من قَوْلك: شرت الدَّابَّة إِذا أجريتها مقبلة ومدبرة، لتسبر حضرها، وتخبر جوهرها فَكَأَن المستشير يسْتَخْرج الرَّأْي الَّذِي عَن المشير وكلا الاشتقاقينه يتقارب مَعْنَاهُ من الآخر، ويلتحم بِهِ. [١٧] وَيَقُولُونَ فِي التحذير: إياك الْأسد، إياك الْحَسَد وَوجه الْكَلَام إِدْخَال الْوَاو على الْأسد والحسد، كَمَا قَالَ النَّبِي ﷺ: إياك ومصاحبة الْكذَّاب، فَإِنَّهُ يقرب عَلَيْك الْبعيد، وَيبعد عَنْك الْقَرِيب، وكما قَالَ الشَّاعِر: (فإياك وَالْأَمر الَّذِي إِن توسعت ... موارده ضَاقَتْ عَلَيْك المصادر)

1 / 29