وَالْقسم الرَّابِع: للصَّيْد وَلعب الكرة والصولجان وَمَا يشبه ذَلِك.
وَيُقَال: إِن بهْرَام كور قسم نَهَاره قسمَيْنِ، وَجعله نِصْفَيْنِ: فَفِي النّصْف الأول كَانَ يقْضِي حوائج النَّاس، وَفِي النّصْف الثَّانِي: كَانَ يطْلب الرَّاحَة.
وَيُقَال: إِنَّه فِي جَمِيع أَيَّامه مَا اشْتغل يَوْمًا تَاما بِعَمَل وَاحِد.
وَكَانَ أنو شرْوَان الْعَادِل يَأْمر أَصْحَابه أَن يصعدوا إِلَى أَعلَى مَكَان فِي الْبَلدة، فينظروا إِلَى بيُوت النَّاس، فَكل من لم يخرج من بَيته دُخان نزلُوا، وسألوا عَن حَاله وشأنه، فَإِن كَانَ فِي غم، أعلمُوا السُّلْطَان، وَكَانَ يحمل غمه، ويزيل همه.
وَسَأَلَ مُعَاوِيَة أحنف بن قيس فَقَالَ: يَا أَبَا يحيى، كَيفَ الزَّمَان؟ فَقَالَ: الزَّمَان أَنْت: إِن صلحت صلح الزَّمَان، وَإِن فَسدتْ فسد الزَّمَان.
وَقَالَ: إِن الدُّنْيَا عمرت بِالْعَدْلِ، فَكَذَلِك تخرب بالجور، لِأَن الْعدْل يضيء نوره، ويلوح تباشيره من مسيرَة ألف فَرسَخ، والجور يتراكم ظلامه، ويسود قِيَامه عَن مسيرَة ألف فَرسَخ.
وَقَالَ الفضيل بن عِيَاض: " لَو كَانَ دعائي مستجابا، لم أدع لغير السُّلْطَان الْعَادِل، لِأَن السُّلْطَان الْعَادِل صَلَاح الْعباد، وزينة الْبِلَاد ".
1 / 168