Durr Farid
الدر الفريد وبيت القصيد
Investigator
الدكتور كامل سلمان الجبوري
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
وَكَقَوْلِ أبِي الحَسَنِ بن القَاسَمِ الحِجَازِيِّ: [من الكامل]
أُخْفِي هَوَاكِ وَإنَّهُ لَيَبِيْنُ ... وَأَصُدُّ عَنْكِ وَلِي إِلَيْكِ حَنِيْنُ
وَأُرِي عَدُوِّي أنَّنِي مُتَصبِّرٌ ... عَنْكُمْ وَقَلْبِي وَالِهٌ مَحْزُوْنُ
فَإلَى مَتَى أدْنُو وَأبْعُدُ مِنْكُمُ ... وَأعِزُّ فِي حُكْمِ الهَوَى وَأهُوْنُ
وَاهًا لِقَلْبِي كَيْفَ أبْذُلُهُ لِمَنْ ... هُوَ بِالْقَلِيْلِ مِنَ الوِصَالِ ضَنِيْنُ
تَبْدُو سَرِيْرَاتُ النُّفُوْسِ وَحُبُّكُمْ ... يا عَلْوَ بَيْنَ سَرَائِرِي مَكْنُوْنُ
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن الحَسَنِ الحَاتِمِيُّ (١): أخْبَرَنَا عَلِيُّ بن الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن سُلَيْمَانَ الأخْفَشِ، وَكَانَ أعْلَمُ مَنْ شَاهَدْتُهُ بِالشِّعْرِ: أَجِدُ قَوْمًا يُخَالِفُوْنَ فِي الطِّبَاقِ فَطَائِفَةٌ تَزْعَمُ، وَهُمُ الأكْثَرُ أَنَّهُ ذِكْرُ الشَّيْءِ وَضِدِّهِ فَجَمَعَهُمَا اللَّفْظُ بِهُمَا دُوْنَ المَعْنَى، وَطَائِفَةٌ تُخَالِفُ ذَلِكَ، فَتَقُوْلُ هُوَ اشْتِرَاكُ المَعْنَيَيْنِ فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ (٢) كَقَوْلِ زِيَادٍ. . . . . .
(١) هُوَ أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بن الحَسَنِ بن المُظَفَّرُ الحَاتِمِيُّ اللُّغَوِيُّ الكَاتِبُ.
(٢) وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الشَّاعِرِ وَهُوَ التَّجْنِيْسُ وَإِنْ كَانَ قَدْ سَمَّاهُ بَعْضُهُم طِبَاقًا:
رُبَّ بِيْضٍ سَلَلْنَ بِاللَّحْظِ بِيْضًا ... مُرْهَفَاتٍ جُفُوْنُهُنَّ الجفُوْنُ
وَخُدُوْدٍ لِلدَّمْعِ فِيْهَا خُدُوْدٌ ... وَعُيُوْنٍ قَدْ سَالَ مِنْهَا عُيُوْنُ
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي إسْحَاقَ الصَّابِئُ يَفْتَخِرُ (١):
لَقَدْ عَلِمَتْ خَيْلُ هَذِي الخِيَام ... وَنِسْوَانِهَا القَاصِرَاتُ الغَوَانِي
بأَنِّي شَفَاءُ صُدُوْرِ الجَمِيْعِ ... وَأَكْرَمُ مِنْ ضَمَّةِ الخَافِقَانِ
أَسُرُّ القَرِيْنَةَ لَيْلَ العِنَاقِ ... وَأَفْتِكُ بِالقَرْم يَوْمَ الطِّعَانِ
فَبَطْنُ الحِصانِ وَظَهْرُ الحِصَانِ ... عَلَيّ بِمَا قُلْتُهُ يَشْهَدَانِ
الجّنَاسُ فِي قَوْلِهِ فَبَطْنُ الحِصَانِ وَظَهْرُ الحِصَانِ. =
(١) يتيمة الدهر ٢/ ٣٢١.
1 / 171