154

Al-Durr al-Farīd wa-Bayt al-Qaṣīd

الدر الفريد وبيت القصيد

Editor

الدكتور كامل سلمان الجبوري

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

رَأَيْتُ وَقَدْ أَتَى نَجْرَانُ دُوْنِي ... وَلَيْلَى دُوْنَ مَنْزِلهَا السَّدِيْرُ (١)
لِلَيْلَى بِالعُنَيْزَةِ ضوْءَ نَارٍ ... تَلُوْحُ كَأنَّهَا الشِّعْرَى العَبُوْرُ (٢)
إِذَا مَا قُلْتُ أخَمَدَهَا زَهَاهَا ... سَوَادُ اللَّيْلِ وَالرِّيْحُ الدَّبُورُ (٣)
وَأَنَا أَقُوْلُ: أحْسَنُ مَا سَمِعْتُهُ فِي التَّشْبِيْهِ مَا رَوَاهُ أَبُو عُمَرَ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ السِّدْرِيِّ عَنِ ابنِ عَائِشَةَ لِلسَّيِّدِ الحِمْيَرِيِّ. وَلَا أعْلَمُ أحَدًا شَبَّهَ رَجُلًا بِريْحِ عَادٍ إلَّا هُوَ؛ فَإنَّهُ ابْتَدَعَ مِنْ هَذَا المَعْنَى مَا لَمْ يَتَقَدَّمَهُ إِلَيْهِ شَاعِرٌ وَلَا يِقُوْمُ بَعْدَهُ آخِذٌ، فَقَالَ يَمْدَحُ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بنِ أَبي طَالِبٍ ﵇ (٤): [من البسيط]
لَكِنْ أَبُو حَسَنٍ وَاللَّهُ أيَّدَهُ ... قَدْ كَانَ عِنْدَ اللِّقَا لِلطَّعْنِ مُعْتَادَا
إِذَا رَأَى مَعْشَرًا حَربًا أنَامَهُمُ ... إنَامَةَ الرِّيْحِ فِي إتْيَانِهَا عَادَا (٥)

= جِحَاشٍ بن بُجَالَةَ بنِ مَازِنِ بن ثَعْلَبَةَ بن سعد بن دُبْيَانَ وَهُوَ الأَجْرَبُ بنِ بَغِيْضٍ بن المُرَيَّثِ بن عَطْفَانَ بنِ سَعْدٍ بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ.
(١) السَّدِيْرُ: اسْمُ مَوَضِعٌ.
(٢) وَيُرْوَى - وَكِلَاهُمَا مَوْضِعٌ.
(٣) ديوانه ص ١٥١.
(٤) ديوان الحميري ص ١٦١.
(٥) وَأنْشَدَ أَبُو سَعْدٍ نَصْرُ بن يَعْقُوْبَ فِي كِتَابِ (رَوَائِعِ التَّشْبِيْهَاتِ) لِلزَّاهِيّ (١):
الرِّيْحُ تَعْصِفُ وَالأَغْصَانُ تَعْتَنِقُ ... وَالمُزْنُ بِاكِيَةٌ وَالزَّهْرُ مَعْتَبِقُ
كَأَنَّمَا اللَّيْلُ جَفْنٌ وَالبُرُوْقُ لَهُ ... عَيْنٌ مِنَ الشَّمْسِ تَبْدُو ثُمَّ تَنْطَبِقُ
وَلأَبِي القَاسَمِ الزَّاهِي أيْضًا (٢):
أرَى اللَّيْلَ مَضى وَالنُّجُوْمَ كَأَنَّهَا ... عُيُوْنُ النَّدَامَى حِيْنَ مَالَتْ إِلَى الغَمْضِ
وَقَدْ لَاحَ فَجْرٌ يَغْمرُ الحَقَّ نُوْرُهُ ... كَمَا انْفَجَرَتْ بِالمَاءِ عَيْنٌ عَلَى الأَرْضِ

(١) يتيمة الدهر ١/ ٢٩٠،
(٢) يتيمة الدهر ١/ ٢٩٠.

1 / 156