224

Durūs Ramaḍān

دروس رمضان

Publisher

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

وإن من عجائب حكمة الله أن جعل مع الفضيلة ثوابَها من الصحة، والنشاط، وحُسن الأحدوثة.
وجعل مع الرذيلة عقابَها من المرض، والحِطَّة، وسوء السمعة.
ولو لم يأتِ من فضائل العفة، إلا أن يسلمَ الإنسانُ من شرور الفواحش، وينأى بنفسه عن أضرارها المتنوعة، كيف وقد قال الله ﷿: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ﴾ .
ولا ريب أن أعظمَ الفواحش فاحشتا اللواط والزنا، قال ابن القيم ﵀ متحدثًا عن تلك الفاحشتين: "فليس في الذنوب أفسدُ للقلب والدين، من هاتين الفاحشتين، ولهما خاصِّيَّةٌ في تبعيد القلب من الله؛ فإنهما من أعظم الخبائث، فإذا انصبغ القلبُ بهما بَعُد ممن هو طيب، لا يصعدُ إليه إلا طيب، وكلما ازداد خبثًا ازداد من الله بعدًا".
وقال ﵀ مبينًا أضرار اللواط: "فإنه يحدث الهمَّ، والغمَّ، والنفرةَ، عن الفاعل والمفعول.
وأيضا؛ فإنه يسوّد الوجه، ويظلم الصدرَ، ويطمس نورَ القلب، ويكسو الوجه وحشةً تصير كالسيماء، يعرفها من له أدنى فِراسة.
وأيضًا؛ فإنه يوجب النُّفْرةَ، والتباغضَ الشديدَ، والتقاطع بين الفاعل والمفعول ولا بد.

1 / 224