وَقَالَ الشَّاعِر
(تَعْفُو الْمُلُوك عَن الْعَظِيم ... من الذُّنُوب لفضلها)
(وَلَقَد تعاقب فِي الْيَسِير ... وَلَيْسَ ذَاك لجهلها)
(إِلَّا ليعرف فَضلهَا ... وَيخَاف شدَّة نكلها)
وليعلم أَن الْقبْح فِي الظُّلم بِقدر الْحسن فِي الْعدْل والزهد فِي ولَايَة الظَّالِم بِقدر الرَّغْبَة فِي ولَايَة الْعَادِل
فَيَنْبَغِي للْملك أَن يخْتَار لنَفسِهِ الرَّغْبَة فِي أَيَّامه بتسليط الْعدْل على ملكه وَالْإِحْسَان إِلَى رَعيته فَإِنَّهُ إِن قدر على ملكة أَجْسَادهم بسلطانه فَلَيْسَ يقدر على ملكة قُلُوبهم إِلَّا بإحسانه
وَقد قيل من جمع المَال لنفع غَيره أطاعوه وَمن جمع المَال لنفع نَفسه أضاعوه
1 / 124