وَلم يلْتَفت إِلَى صَلَاح غده فَإِذا صرف خلف الْبِلَاد على من بعده مَرِيضَة ثمَّ زَادهَا الثَّانِي مَرضا حَتَّى تخرب
فَإِذا سكنت نفس النَّاظر أَن أَعماله مقرة عَلَيْهِ نظر فِيهَا كنظر الشافي غلاتهم وَكَانَ فكره فِي صَلَاح غده قبل فكره صَلَاح يَوْمه لعلمه بِأَن خير الْعَاقِبَة أَو شَرها عَائِد عَلَيْهِ ومنسوب إِلَيْهِ
وَليكن نزها عَن أَمْوَالهم غير طامع فِي شَيْء من أَحْوَالهم فَإِنَّهُ إِن طمع مِنْهُم فِي الْيَسِير أطمعهم فِي الْكثير وَإِن أَخذ مِنْهُم مَالا أخذُوا مِنْهُ أضعافه فيظن أَنه قد ارتفق بِمَال غَيره وَهُوَ قد أَخذ بعض حَقه مَعَ قبح القالة وَسُوء العاقية
وَقد قيل من طمع فِي أَمْوَال عماله ألجأ بهم إِلَى اقتطاع أَمْوَاله
وَقَالَ أنو شرْوَان من خَافَ شرك أفسد أَمرك
وَقَالَ أردشير لَا ترجو خير من لَا يَرْجُو خيرك وَلَا تأمن جَانب
1 / 108