وَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب ﵁ سرك أسيرك فَإِذا تَكَلَّمت بِهِ صرت أسيره وَقَالَ أنوشران من حصن سره فَلهُ بتحصينه خصلتان الظفر بحاجته والسلامة من السطوات وليعلم أَن من الْأَسْرَار مَالا يسْتَغْنى فِيهَا عَن مطالعة ولي مخلص واستشارة نَاصح فليتحفظ فِيهَا وليختر لَهَا أمناءها فَإِن الركون إِلَى حسن الظَّن ذَرِيعَة إِلَى إفشاء السِّرّ فَلَيْسَ كل من كَانَ على الْأَمْوَال أَمينا يجب أَن يكون على الْأَسْرَار مؤتمنا والعفة على الْأَمْوَال أيسر من الْعِفَّة عَن إذاعة الْأَسْرَار لِأَن الْإِنْسَان قد يذيع سر نَفسه لمبادرة لِسَانه وَسقط كَلَامه ويشح على الْيَسِير من مَاله ضنا بِهِ وحفاظا عَلَيْهِ وَلَا يرى مَا أذاع من سره كَبِيرا فِي جنب مَا حفظه من يسير مَاله مَعَ عظم الضَّرَر الدَّاخِل عَلَيْهِ فَمن أجل ذَلِك كَانَ أُمَنَاء الْأَسْرَار أَشد تعذرا وَأَقل وجودا من أُمَنَاء الْأَمْوَال فَإِذا ظفر بِهَذَا الْأمين المعوز أودعهُ إِيدَاع متحفظ فَإِن وجده مؤثرا للوقوف عَلَيْهِ حذره وتوقاه فَإِن طَالب الْوَدِيعَة خائن
1 / 71