جميع العرب قتلاها في النار واللسان فيها أشد من وقع السيف وفي رواية ستكون فتنة صماء بكماء عمياء يعني تعمى بصائر الناس فيها فلا يرون مخرجا ويصمون عن استماع الحق من استشرف لها استشرفت له وفي رواية سيظهر من نجد شيطان تتزلزل جزيرة العرب من فتنته ذكر العلامة السيد علوي ابن أحمد بن حسن بن القطب السيد عبد الله الحداد باعلوي في كتابه الذي ألفه في الرد على ابن عبد الوهاب المسمى جلاء الظلام في الرد على النجدي الذي أضل العوام وهو كتاب جليل ذكر فيه جملة من الأحاديث منها حديث مروي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم أسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه سيخرج في ثاني عشر قرنا في وادي بني حنيفة رجل كهيئة الثور لا يزال يلعق براطمه يكثر في زمانه الهرج والمرج يستحلون أموال المسلمين ويتخذونها بينهم متجرا ويستحلون دماء المسلمين ويتخذونها بينهم مفخرا وهي فتنة يعتز فيها الأرذلون والسفل تتجارى بينهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه قال ولهذا الحديث شواهد تقوي معناه وإن لم يعرف من خرجه ثم قال السيد المذكور في الكتاب الذي مر ذكره وأصرح من ذلك أن هذا المغرور محمد بن عبد الوهاب من تميم فيحتمل أنه من عقب ذي الخويصرة التميمي الذي جاء فيه حديث البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد فكان هذا الخارجي يقتل أهل الإسلام ويدع أهل الأوثان ولما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج قال رجل الحمد لله الذي أبادهم وأراحنا منهم فقال علي رضي الله عنه كلا والذي نفسي بيده أن منهم لمن هو في أصلاب الرجال لم تحمله النساء وليكونن آخرهم مع المسيح الدجال وجاء في حديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ذكر فيه بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وقال فيه إن واديهم لا يزال وادي فتن إلى آخر الدهر ولا يزال في فتنة من كذابهم
Page 51