134

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genres

فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {يدبر الأمر من السمآء إلى الأرض ثم يعرج إليه} (¬1) قيل له: إن الله تعالى جعل موضع تدبيره للأمور التي ينزلها إلى عباده السماء، فأنزل إليهم الأمور من السماء مع الملائكة عليهم السلام، وملكهم القيام بها، فإذا كان يوم القيامة كانت الأمور كلها راجعة إليه؛ لأنه لا يملك إنفاذها في الآخرة غيره (¬2) ؛ فلهذا جاز أن يقال: إن الأمور /62/ راجعة إليه، وعرجت إليه لأنها إلى المكان الذي لا ينفذ الأمور فيه غيره، وإن لم يكن معنى ذلك على ما تذهب إليه المشبهة من ذلك أن الله تعالى في مكان مرتفع.

* مسألة [معنى قوله عز وجل: {إليه يصعد الكلم الطيب}]:

فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} (¬3) ؟ قيل له: معنى ذلك أنه يصعد إلى المكان الذي لا يتولى الحكم وإنفاذ الأمور فيه إلا هو جل وعز. فإن قال: فما معنى الصعود؟ قيل له: الصعود به مكتوبا إلى المكان الذي [لا] يتولى الحكم فيه إلا هو تعالى؛ لأنه لا يحكم بين العباد يوم القيامة غيره.

وكذلك معنى قوله سبحانه وتعالى: {إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} (¬4) في المكان الذي لا يتولى الحكم فيه بينهم غيره عز وجل.

فجميع ما بينا من هذا التأويل لا يقدر أحد أن يرد صحة ذلك ومجازه من جهة اللغة، والله أعلم.

* مسألة [معنى قوله عز وجل: {أفمن هو قآئم على كل نفس}]:

Page 138