وقلت أيضًا:
كم خالف العذال قولي في الذي ... في كل يوم حسنه يزداد
أن قلت أمسي في الملاحة مفردًا ... قالوا تثنى عطفه المياد
وقلت أيضًا:
يا عاذلي لا تلمني ... في حب هذا القبطي
واقطع بوصل بيننا ... بالله رأس القط
وقلت أيضًا
مليح الترك لا سيما الخطابي ... عليه الشيخ يعذر للتصابي
فدعني من ملامك يا عذولي ... فحبي للخطا عين الصواب
وقلت فيمن اسمها حكم الهوى:
حكم الهوى صدت فبت لأجل ذا ... ولهان من فرط الصبابة والجوى
يا عاذلي لا تلمني في حبها ... نفذ القضاء وهكذا حكم الهوى
وقلت:
أقول لظبي قلبه يشتكي الأسى ... هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل
نصحتك علمًا بالهوى والذي أرى ... مخالفتي فاختر لنفسك ما يحلو
وقلت من قصيدة:
وازنت ميلي للعذول وقده ... فرأيت ميلي للقوام رجيحا
يا عاذلي لا صافحتك يد النوى ... حتى توسد في التراب صفيحا
ولقد نصحت بني الصبابة في الهوى ... لكنهم لا يقبلون نصيحا
وقلت: من قصيدة مدحت بها مولانا السطان الملك الناصر.
فيا من جاء يعدل مستهاما ... على حلو الشمائل ما أمرك
وقلت: أيضًا من قصيدة أمدحه بها خلد الله ملكه مطلعها.
لك من حبيبك ما تحب وتشتهي ... فاجعل مدامك من مقبله الشهي
وإذا بدا لك ثغره متبسمًا ... فاضحك على ذقن العذول وقهقه
وقلت: أيضًا من قصيدة أرسلتها إلى مولانا قاضي القضاة تاج الدين السبكي بدمشق الشام.
يا ساكني السفح لي في حكيم سكن ... وأنتم في سويدا القلب سكان
دمعي يزيد كباناس لعبدكم ... والعاذلون على ثوراء ثيران
ومنها
قد كان ما كان من هجرانه زمنًا ... وقد وفى الآن فالعذال لاكانوا
أنا الذي لاأبالي في الغرام بما ... يروي فلان ولا ما قال فلتان
ومنها:
برهنت حسن الذي أهوى وقلت له ... ما للعذول على ما قال برهان
ما لامني مذ رآني في الهوي رجبا ... بمزح شعبان فما رمت شعبان
تنبيه كانت أسماء الشهور عند العرب غير هذه الأسماء المستعملة الآن لأنهم كانوا يسمون رجب الأصم ويسمون شعبان العاذل وبهذا يظهر معنى قولي في البيت الأخيرعلى أن الشعراء استعملوا هذا المعنى قديمًا وحديثًا ومن أحسن ما سمعت فيه.
وشادن مبتسم عن حبب ... مورد الخد مليح الشنب
يلومني العاذل في حبه ... وما دري شعبان أني رجب
وقلت أنا أيضًا:
يسطو علي من الدلال كأنه ... غازان إذ يسطو على حرمانه
إن ردني عنه قضيب قوامه ... فأنا القتيل بلحظه وبيانه
إني وحقك في هواه متيم ... صب غدًا رجبًا على شعبانه
وقولهم سبق السيف العذل هو مثل من أمثال العرب يضرب في الأمر الذي لا يقدر على رده وأصله أن سعدًا وسعيدًا ابني ضبة ابن أد خرجا في طلب أبل لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد فكان أبو ضبة إذا رأى رجلًا مقبلًا قال أسعد أم سعيد ثم أنه في بعض مسيره أتى إلى مكان ومعه الحرث بن كعب في الشهر الحرام فقال له الحرث قتلت ههنا فتى هيئته كذا وكذا وأخذت منه هذا السيف فتناوله ضبة فعرفه فقال أن الحديث شجون ثم ضره فعذله فقال سبق السيف العذل فتداولت الشعراء ذلك ونظموه.
ومن أحسن ما سمعته فيه قول السراج الوراق:
قلت إذ جرد لحظا ... حده يدني الأجل
يا عذولي كف عني ... سبق السيف العدل
وعلى ذكر العذل والملام ذكرت قول أبي نواس في المدام:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
قال المفضل الضبي دخلت على الرشيد يومًا فقال دلني على بيت أوله أكثم بن صيفي في إصابة الرأي وجودة الموعظة وآخره أبقراط في معرفة الدواء فقلت يا أمير المؤمنين لقد هولت علي فقال هو قول أبي نواس:
دع عنك لومي ... البيت قلت وبقى
1 / 50