190

Diwan Hamasa

شرح ديوان الحماسة (ديوان الحماسة: اختاره أبو تمام حبيب بن أوس ت 231 هـ)

Publisher

دار القلم

Publisher Location

بيروت

(وَلَكِن أَرْبَاب الْمَخَاض يشفهم ... إِذا اقتفروه وَاحِدًا أَو مشيعا) (وَإِن وَإِن عمرت أعلم أنني ... سألقى سِنَان الْمَوْت يَبْرق أصلعا) وَقَالَ بعض بني قيس بن ثَعْلَبَة ٣ - (دَعَوْت بني قيس إِلَيّ فشمرت ... خناذيذ من سعد طوال السواعد) ٤ - (إِذا مَا قُلُوب الْقَوْم طارت مَخَافَة ... من الْمَوْت أرسوا بالنفوس المواجد) ــ فَتى لَا يخْطر صَيْده لَهَا على بَال فَلَو كَانَ من الْإِمْكَان أَن تصافح إنْسَانا لصافحته كلهَا من كَثْرَة مَا ألفته مِنْهُ يُرِيد بذلك أَنه ألف الْمنَازل الموحشة المخيفة ١ - الْمَخَاض النوق الْحَوَامِل يشفهم أَي يهزلهم إِذا اقتفروه أَي تَتبعُوهُ وَقَوله وَاحِدًا أَو مشيعا أَي مُنْفَردا أَو غير مُنْفَرد وَالْمعْنَى أَنه لَا يُرِيد صيد الْوَحْش بل يُرِيد الإغارة على أَرْبَاب المَال فيجهدهم ويهزلهم تتبع أَثَره على الِانْفِرَاد أَو على الِاجْتِمَاع ٢ - يَبْرق أَيْن يلمع والأصلع المنكشف البارز يَقُول إِنِّي على يَقِين أَن الْمَوْت لَا بُد مِنْهُ وَلَا مهرب عَنهُ وَإِنِّي وَلَو عمرت دهرا وَلَا بُد أَن ألْقى سنانه اللامع المنكشف ٣ - الخناذيذ فحول الْخَيل وَيسْتَعْمل فِي الشجعان كَمَا هُنَا وَقَوله طوال السواعد أَي ممتدة الْأَيْدِي ومبسوطة بِالضَّرْبِ والطعن وَالْمعْنَى استنجدت ببني قيس فتشمر شجعان من آل سعد الَّذين لَهُم امتداد الْقَامَة وَبسط الْأَيْدِي بِالضَّرْبِ والطعن ٤ - أرسوا أثبتوا ومفعوله مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ اثبتوا قُلُوبهم بالنفوس الْكَرِيمَة والمواجد جمع ماجدة يَقُول إِذا كَانَ الْوَقْت وَقت كريهة تطير فِيهِ قُلُوب الْقَوْم فَزعًا وخوفا من الْمَوْت أثبتوا قُلُوبهم بالنفوس الْكَرِيمَة فِي مثل هَذِه الْحَال وَلَا يفارقون مراكزهم بل يدافعون عَن قَومهمْ إِلَى آخر سَاعَة

1 / 191