بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله الَّذِي يسبح كل شَيْء بِحَمْدِهِ
وَله سُبْحَانَهُ فِي كل شَيْء آيَة من الْهِدَايَة
ﷺ على نبيه الْأمين
الْمُرْسل بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين
وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَبعد فَمَا زَالَ الشّعْر فِي كل أمة جلاء الأذهان وصقل الخواطر بِحَيْثُ توفرت عَلَيْهِ الرغبات وَبعثت إِلَيْهِ الهمم وَأصْبح من لم يرو مِنْهُ
وَلم يصدر عَنهُ
كَأَنَّهُ أحَاط من اللُّغَة بالغلاف
وَتَنَاول الكأس من غير سلاف
وَإِن لهَذَا النَّوْع من الْكَلَام فِي لغتنا الشَّرِيفَة فضلا يبْقى بِهِ على الزَّمَان وَهُوَ مَا كَانَ الْعَرَب يجمعُونَ إِلَيْهِ من كل لَفْظَة ناصعة
وَكلمَة رائعة
بِحَيْثُ كَانَ الشّعْر من شَاعِرهمْ بِمَثَابَة خزانَة النفائس من صَاحب الْكُنُوز إِلَيْهِ مرجع كل نَفِيس وَفِيه مَوضِع كل جمال
بيد أَن مَا روى من شعر الْعَرَب شَيْء كثير لَا يحاط بِهِ وَإِن قصر عَلَيْهِ الْعُمر فَكَانَت الْحَاجة ماسة إِلَى مَجْمُوع يقوم مِنْهَا مقَام الْخُلَاصَة وَلم نجد من ذَلِك أحسن وَلَا أوفى من كتاب الحماسة الَّذِي اخْتَارَهُ ملك الْكَلَام أَبُو تَمام فقد كَانَ للرجل من المحفوظات مَا لَا يلْحقهُ فِيهِ غَيره قيل إِنَّه كَانَ يحفظ أَرْبَعَة عشر ألف أرجوزة للْعَرَب غير القصائد والمقاطيع هَذَا عدا مَا اطلع عَلَيْهِ فِي خزانَة كتب أبي الْوَفَاء الْعَظِيمَة الَّتِي جمع مِنْهَا هَذَا الْكتاب
1 / 2
وَعدا أَنه شَاعِر بَصِير بمحاسن الْكَلَام
وعيون النظام
خَبِير بِالنَّقْدِ ومطلع بِهَذَا الْفَنّ وَلِهَذَا عد جَمِيع الأدباء كتاب الحماسة الْمَذْكُور أفضل كتاب مَجْمُوع من شعر الْعَرَب
وَقد هبت بِنَا الرَّغْبَة من أجل ذَلِك فِي نشره وتوفير الْوَقْت على الْفُضَلَاء إِذْ يرجعُونَ فِي مثل هَذَا الْكتاب إِلَى الشُّرُوح الطوَال ومعاجم اللُّغَة وَغَيرهَا فضبطنا الْمَتْن وعلقنا عَلَيْهِ شرحا يحل كل مَا فِيهِ
وَيظْهر من خافيه
مَعَ الإيجاز الْوَاقِف عِنْد حد الْفَائِدَة وتراجم الشُّعَرَاء حَتَّى يكون الْكتاب غنية للمطلع وثقة للمراجع وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
مُحَمَّد عبد الْقَادِر سعيد الرَّافِعِيّ
١ - قَالَ قريط بن أنيف أحد بني العنبر
ــ
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَبِه ثقتي
الْحَمد لله على أفضاله
ﷺ على مُحَمَّد وَآله أما بعد فَهَذَا مَا أردته من وضع كَلِمَات على مَا اخْتَارَهُ أَبُو تَمام حبيب بن أَوْس الطَّائِي من شعر الْعَرَب المسمي بالحماسة راجيا من الله التَّوْفِيق وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل
١ - هُوَ شَاعِر إسلامي وَالسَّبَب الَّذِي من أَجله قَالَ هَذَا الشّعْر مَا حدث بِهِ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ أغار نَاس من بني شَيبَان على رجل من بني العنبر يُقَال لَهُ قريط بن أنيف فَأخذُوا لَهُ ثَلَاثِينَ بَعِيرًا فاستنجد قومه فَلم ينجدوه فَأتى مَازِن تَمِيم فَركب مَعَه نفر فأطردوا لبني شَيبَان مائَة بعير فدفعوها إِلَيْهِ فَقَالَ هَذِه الأبيات ومازن هُنَا هُوَ ابْن مَالك بن عَمْرو بن تَمِيم أخي العنبر بن عَمْرو بن تَمِيم هَذَا وَقصد الشَّاعِر بِهَذِهِ الأبيات أَن يحمل قومه على الانتقام لَهُ من
1 / 3
(لَو كنت من مَازِن لم تستبح إبلي ... بَنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا)
(إِذا لقام بنصري معشر خشن ... عِنْد الحفيظة إِن ذُو لوثة لانا)
٣ - (قوم إِذا الشَّرّ أبدى ناجذيه لَهُم ... طاروا إِلَيْهِ زرافات ووحدانا)
ــ
أعدائه وَلم يقْصد إِلَى ذمهم وَكَيف يذمهم وعار الذَّم رَاجع إِلَيْهِ وَلكنه سلك طَرِيق كَبْشَة أُخْت عَمْرو بن معد يكرب فِي قَوْلهَا
(ودع عَنْك عمرا إِن عمرا مسالم ... وَهل بطن عَمْرو غير شبر لمطعم)
فَإِنَّهَا لَا تقصد إِلَى هجاء أَخِيهَا وَهُوَ الَّذِي كَانَ يعد بِأَلف فَارس وَلكنهَا تُرِيدُ تهييجه هَذَا وَلم يُوجد لقريط تَرْجَمَة فِي معاجم الأدباء
١ - هم بَنو مَازِن ابْن مَالك بن عَمْرو بن تَمِيم
الاستباحة الاستئصال وَعدم الاستبقاء وَقَوله بَنو اللقيطة هَكَذَا رَوَاهُ شرَّاح الحماسة قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله مَا أنْشدهُ أَبُو الندى وَذكر أَنه لقريط بن أنيف
(لَو كنت من مَازِن لم تستبح إبلي ... بَنو الشَّقِيقَة من ذهل بن شيبانا)
قَالَ والشقيقة هِيَ بنت عباد بن يزِيد بن عَوْف بن ذهل بن شَيبَان وَأما اللقيطة فَهِيَ أم حصن بن حُذَيْفَة من بني فَزَارَة وَلَا اتِّصَال لَهَا بذهل بن شَيبَان
٢ - خشن بِضَمَّتَيْنِ جمع خشن وَقيل جمع أخشن الصعب الَّذِي لَا يلين
والحفيظة الْغَضَب فِي الشَّيْء الَّذِي يجب عَلَيْك حفظه
واللوثة الضعْف يَقُول لَو كنت من هَذِه الْقَبِيلَة لما أغار بَنو ذهل على إبلي واستأصلوها أخذا ونهبا وَلَو كَانَ ذَلِك لقام بنصري قوم صعاب أشداء يدْفَعُونَ عني وَيَأْخُذُونَ بحقي مِمَّن اعْتدى عَليّ وظلمني إِذا لَان ذُو الضعْف لم يدْفع ضيما وَلم يحم حَقِيقَة
٣ - إبداء الشَّرّ ناجذيه مثل لِشِدَّتِهِ وصعوبته
والزرافات الْجَمَاعَات يصفهم بالإقدام على
1 / 4
(لَا يسْأَلُون أَخَاهُم حِين يندبهم ... فِي النائبات على مَا قَالَ برهانا)
(لَكِن قومِي وَإِن كَانُوا ذَوي عدد ... لَيْسُوا من الشَّرّ فِي شَيْء وَإِن هانا)
٣ - (يجزون من ظلم أهل الظُّلم مغْفرَة ... وَمن إساء أهل السوء إحسانا)
٤ - (كَأَن رَبك لم يخلق لخشيته ... سواهُم من جَمِيع النَّاس إنْسَانا)
٥ - (فليت لي بهم قوما إِذا ركبُوا ... شدوا الإغارة فُرْسَانًا وركبانا)
٦ - قَالَ الفند الزماني فِي حَرْب البسوس
ــ
المكاره والإسراع إِلَى الشدائد لَا يتواكلون وَلَا يتخاذلون وَلَا ينْتَظر بَعضهم بَعْضًا بل كل يرى أَنه حقت عَلَيْهِ الْإِجَابَة فيسرعون مُجْتَمعين وَمُتَفَرِّقِينَ
١ - يندبهم أَي يَدعُوهُم
يَقُول إِذا دعاهم أحد لينصروه على أعدائه أَسْرعُوا إِلَى الْحَرْب وَلَا يسْأَلُون عَن سَببهَا وَلَا يتعللون كَمَا يتعلل الجبان
٢ - يصف قومه بِأَنَّهُم يهابون الْحَرْب لعدم حماستهم وَإِن كَانُوا ذَوي عدد كثير
٣ - يَقُول إِن قومه لم يكن فيهم حماسة حَيْثُ بلغ بهم الْجُبْن إِلَى أَنهم يسامحون من ظلمهم ويحسنون إِلَى من أَسَاءَ إِلَيْهِم
٤ - هَذَا الْبَيْت وَمَا قبله نبه بهما على أَن احتمالهم الْمَكْرُوه إِنَّمَا هُوَ لاحتساب الْأجر فِي زعمهم فَكَأَن الله لم يخلق لخوفه غَيرهم
٥ - قَوْله شدوا الإغارة ويروى شنوا الإغارة أَي فرقوها والفرسان الراكبون على الْخَيل والركبان على الْإِبِل يتَمَنَّى الشَّاعِر أَن يكون لَهُ قوم بدل قومه إِذا ركبُوا لمحاربة الْأَعْدَاء مزقوهم كل ممزق حَالَة كَونهم فُرْسَانًا وركبانا
٦ - الفند اسْمه شهل بن شَيبَان بن ربيعَة ابْن زمَان الْحَنَفِيّ فَهُوَ مَنْسُوب إِلَى جده وَهُوَ شَاعِر جاهلي كَانَ الفند أحد
1 / 5
(صفحنا عَن بني ذهل ... وَقُلْنَا الْقَوْم إخْوَان)
(وَعَسَى الْأَيَّام أَن يرجعن ... قوما كَالَّذي كَانُوا)
(فَلَمَّا صرح الشَّرّ ... فأمسى وَهُوَ عُرْيَان)
(وَلم يبْق سوى الْعدوان ... دناهم كَمَا دانوا)
(مشينا مشْيَة اللَّيْث ... غَدا وَاللَّيْث غَضْبَان)
ــ
فرسَان ربيعَة الْمَشْهُورين الْمَعْدُودين شهد حَرْب بكر وتغلب وَقد قَارب الْمِائَة سنة وَهَذِه الأبيات من قصيدة قَالَهَا فِي حَرْب البسوس الَّتِي كَانَت بَينهمَا وَذَلِكَ أَن بكر بن وَائِل بعثوا إِلَى بني حنيفَة فِي حَرْب البسوس يستنصرونهم فأمدوهم بِهِ وبقومه بني زمَان وعدادهم فِي بني حنيفَة
١ - صفحنا عَن بني ذهل ويروى عَن بني هِنْد وَهِي هِنْد بنت مر بن أد وَهِنْد هَذِه أُخْت تَمِيم يَقُول أعرضنا عَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم المتحاربين وضربنا عَنْهُم صفحا لِأَن بَينهم رحما وقرابة فَعَسَى أَن تردهم الْأَيَّام إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ من قبل من التوافق والتوادد
٢ - صرح بِمَعْنى انْكَشَفَ وَقَوله وَهُوَ عُرْيَان مثل لظُهُور الشَّرّ ووضوحه ويروي فأضحى الخ وَهِي أحسن لِأَن الشَّيْء فِي الضُّحَى أظهر وَأبين
٣ - الْعدوان الظُّلم الصَّرِيح وَالدّين الْجَزَاء
يَقُول لما أصروا على الْبَغي وأبوا أَن يدعوا الظُّلم وَلم يبْق إِلَّا أَن نقاتلهم ونعتدي عَلَيْهِم كَمَا اعتدوا علينا جازيناهم بفعلهم الْقَبِيح كَمَا ابتدؤنا بِهِ
٤ - هَذَا تَفْصِيل لما أجمله فِي قَوْله دناهم وَتَفْسِير لكيفية المجازاة وَكرر اللَّيْث وَلم يَأْتِ بِهِ مضمرا تَعْظِيمًا لِلْأَمْرِ وتفخيما لَهُ وَغدا بالغين الْمُعْجَمَة ابتكر وكنى بِالْغَضَبِ عَن الْجُوع لِأَنَّهُ يَصْحَبهُ يَقُول مشينا إِلَيْهِم مشْيَة الْأسد ابتكر وَهُوَ جَائِع
1 / 6
(بِضَرْب فِيهِ توهين ... وتخضيع وإقران)
(وَطعن كفم الزق ... غذا والزق ملان)
٣ - (وَبَعض الْحلم عِنْد الْجَهْل ... للذلة إذعان)
٤ - (وَفِي الشَّرّ نجاة حِين ... لَا ينجيك إِحْسَان)
٥ - وَقَالَ أَبُو الغول الطهوي
٦ - (فدت نفس وَمَا ملكت يَمِيني ... فوارس صدقت فيهم ظنوني)
ــ
١ - التوهين التَّضْعِيف والتخضيع التذليل والإقران قيل مَعْنَاهُ الاسترخاء وَقيل التَّتَابُع وَالْمعْنَى بِضَرْب فِيهِ تَضْعِيف لَهُم وتذليل واسترخاء
٢ - شبه الطعْن فِي اتساعه وَخُرُوج الدَّم مِنْهُ بِفَم الزق إِذا سَالَ بِمَا فِيهِ وَهُوَ مَمْلُوء وغذا بِمَعْنى سَالَ
٣ - الإذعان الانقياد يُقَال فلَان أذعن لكذا إِذا انْقَادَ لَهُ اعتذر فِي هَذَا الْبَيْت عَن تَركهم التحلم مَعَ الأقرباء بِأَنَّهُ يُفْضِي إِلَى الذل
٤ - قَوْله وَفِي الشَّرّ على حذف مُضَاف أَي وَفِي دفع الشَّرّ وَيجوز أَن يكون فِي عمل الشَّرّ كَأَنَّهُ يُرِيد وَفِي الْإِسَاءَة مخلص إِذا لم يخلصك الْإِحْسَان
٥ - هُوَ كَمَا قَالَ الْآمِدِيّ فِي الْمُخْتَلف والمؤتلف من قوم من بني طهية يُقَال لَهُم بَنو عبد شمس بن سود وَكَانَ يكنى أَبَا الميلاد وَلم أَقف على كَونه إسلاميا أَو جاهليا وَأَبُو الغول الطهوي غير أبي الغول النَّهْشَلِي فأعرف ذَلِك والطهوي بِالْفَتْح وَالضَّم مَنْسُوب إِلَى طهية كسمية هِيَ بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مَنَاة وَهِي أم قَبيلَة من الْعَرَب نسب إِلَيْهَا الشَّاعِر
٦ - فدت نَفسِي جملَة دعائية وَخص الْيَمين لفضلها وَقُوَّة التَّصَرُّف بهَا ويروى صدقُوا فيهم الخ يُرِيد أَن ظَنّه لم يخطيء فِي هَؤُلَاءِ الفوارس يطْلب من الله أَن يكون لهَؤُلَاء الْقَوْم فدَاء من مصائب
1 / 7
(فوارس لَا يملون المنايا ... إِذا دارت رحى الْحَرْب الزبون)
(وَلَا يجزون من حسن بسيئ ... وَلَا يجزون من غلظ بلين)
٣ - (وَلَا تبلى بسالتهم وَإِن هم ... صلوا بِالْحَرْبِ حينا بعد حِين)
٤ - (هم منعُوا حمى الوقبى بِضَرْب ... يؤلف بَين أشتات الْمنون)
٥ - (فنكب عَنْهُم دَرْء الأعادي ... وداووا بالجنون من الْجُنُون)
ــ
الدَّهْر وحوادثه الَّذين كَانُوا عِنْد ظَنّه بهم فِي الْحَرْب
١ - مللت الشَّيْء بِالْكَسْرِ سئمته ورحى الْحَرْب حومتها ومعظمها وَهَذَا على الْمجَاز لِأَن الْحَرْب تحطم الرِّجَال وتكسرهم كَمَا تفعل الرَّحَى والزبون بِفَتْح الزَّاي فِي الأَصْل النَّاقة الَّتِي تزبن حالبها وتدفعه شبهت الْحَرْب بهَا لِأَنَّهَا تدفع الرِّجَال لشدَّة هولها يصفهم بممارسة الحروب ومزاولتها فهم لَا يسأمون مِنْهَا وَلَا يهابونها وَإِن اشْتَدَّ أمرهَا
٢ - وَصفهم بِالْعَدْلِ وَالْقَصْد فَإِنَّهُ لما أخبر أَنهم بلغُوا من الشجَاعَة غايتها رُبمَا كَانَ يظنّ فيهم الْجور وَالظُّلم فنفاه بِهَذَا
يَقُول إِذا أحسن إِلَيْهِم محسن كافؤه على إحسانه وَإِن أَسَاءَ إِلَيْهِم مسيء قابلوه بِمثل إساءته وَقَوله بسيىء مخفف من سيىء بِالتَّشْدِيدِ كَمَا خفف هَين ولين
٣ - البسالة الشجَاعَة يَقُول إِنَّهُم لَا يضعفون عَن الْحَرْب وَإِن تَكَرَّرت عَلَيْهِم زَمَانا بعد زمَان
٤ - الوقبى كجمزى اسْم مَاء لبني مَازِن والأشتات جمع شت وَهُوَ المتفرق والمنون الْمَوْت وَفِي مَعْنَاهُ ذكرُوا وُجُوهًا مِنْهَا أَن هَذَا الضَّرْب يجمع بَين منايا قوم متفرقي الْأَمْكِنَة لَو أَتَتْهُم مناياهم فِي أمكنتهم لأتتهم مُتَفَرِّقَة فَاجْتمعُوا فِي مَوضِع وَاحِد فأتتهم المنايا مجتمعة
٥ - فنكب مَعْنَاهُ نحى وحول والدرء أَصله الدّفع ثمَّ اسْتعْمل فِي الْخلاف لِأَن الْمُخْتَلِفين يتدافعان يَعْنِي أَن الضَّرْب نحى وحول
1 / 8
(وَلَا يرعون أكناف الهوينى ... إِذا حلوا وَلَا أَرض الهدون)
٢ - وَقَالَ جَعْفَر بن علبة الْحَارِثِيّ
٣ - (ألهفا بقري سحبل حِين أحلبت ... علينا الولايا والعدو المباسل)
٤ - (فَقَالُوا لنا ثِنْتَانِ لَا بُد مِنْهُمَا ... صُدُور رماح اشرعت أَو سلاسل)
ــ
عَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم اعوجاج الأعادي وخلافهم وَقَوله وداووا بالجنون من الْجُنُون أَي داووا الشَّرّ بِالشَّرِّ كَمَا قَالُوا إِن الْحَدِيد بالحديد يفلح فالجنون كِنَايَة عَن الشَّرّ
١ - الا كناف النواحي والهوينى الدعة والخفض تَصْغِير الهونى مؤنث الأهون والهدون السّكُون وَالصُّلْح قَالُوا فِي معنى هَذَا الْبَيْت إِنَّهُم لعزهم وجرأتهم لَا يرعون النواحي الَّتِي أباحتها المسالمة ووطأتها المهادنة وَلَكِن يرعون النواحي المحمية
٢ - ابْن علبة بِضَم فَسُكُون وباء مُوَحدَة يَنْتَهِي نسبه إِلَى كَعْب بن الْحَارِث شَاعِر مقل غزل فَارس مَذْكُور فِي قومه وَكَانَ من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وَقتل فِي قصاص اخْتلف فِي سَببه النَّاس
٣ - يُرِيد يَا لهفى والتلهف التوجع على الْفَائِت بعد الإشراف عَلَيْهِ وقرى اسْم مَوضِع وسحبل اسْم وَاد بِعَيْنِه وأحلبت اجْتمعت والولايا جمع ولية وَهِي فِي الأَصْل البرذعة كنى بهَا عَن النِّسَاء والضعفاء الَّذين لَا غناء عِنْدهم والمباسل المستبسل المستميت يتوجع مِمَّا كَانَ بقرى سحبل حِين اجْتمع عَلَيْهِم النِّسَاء والضعفاء الَّذين لَا دفاع بهم وَنزل الْعَدو بِسَاحَتِهِمْ فَلم يتمكنوا من مقاومتهم
٤ - ثِنْتَانِ لُغَة فِي اثْنَتَانِ وَمعنى أشرعت صوبت لِلطَّعْنِ مَعْنَاهُ إِمَّا أَن تصبروا على الْقِتَال فنلقاكم بِالرِّمَاحِ وَإِمَّا أَن تستأسروا فنأخذكم فِي السلَاسِل
1 / 9
(فَقُلْنَا لَهُم تلكم إِذا بعد كرة ... تغادر صرعى نوؤها متخاذل)
(وَلم ندر إِن جضنا من الْمَوْت جيضة ... كم الْعُمر بَاقٍ والمدى متطاول)
٣ - (إِذا مَا ابتدرنا مأزقا فرجت لنا ... بأيماننا بيض جلتها الصياقل)
٤ - (لَهُم صدر سَيفي يَوْم بطحاء سحبل ... ولي مِنْهُ مَا ضمت عَلَيْهِ الأنامل)
وَقَالَ أَيْضا
٥ - (لَا يكْشف الغماء إِلَّا ابْن حرَّة ... يرى غَمَرَات الْمَوْت ثمَّ يزورها)
ــ
١ - الْإِشَارَة إِلَى وَاحِدَة من الثِّنْتَيْنِ والكرة الْمرة من الْكر وتغادر تتْرك ومفعوله مَحْذُوف أَي تغادركم وصرعى جمع صريع وَهُوَ الطرح والسقوط على الأَرْض والنوء النهوض بِجهْد ومشقة والمتخاذل المتداعي وَاخْتَارَ هَذَا الْبناء لِأَنَّهُ يخْتَص بِمَا يحدث شَيْئا بعد شَيْء فَكَأَن أَجزَاء النهوض يخذل بَعْضهَا بَعْضًا يَقُول فأجبناهم بِأَن ذَلِك الْخِيَار بَين هَاتين الثِّنْتَيْنِ لَا يكون إِلَّا بعد كرة عَلَيْكُم تغادركم مصرعين وَيكون نهوضكم مِنْهَا متخاذلا متداعيا
٢ - إِن جضنا أَي إِن عدلنا وانحرفنا عَن الْمَوْت يَقُول فَلم ندر إِن حدنا عَن الْقِتَال الَّذِي فِيهِ الْمَوْت وعدلنا عَنهُ كم يكون بقاؤنا لم نحيد ونرتكب الْعَار ولعلنا إِن تركنَا الْقِتَال لم نعش إِلَّا قَلِيلا
٣ - المأزق مضيق الْحَرْب وَالْبيض السيوف والصياقل جمع صيقل صانع السَّيْف
يَقُول إِذا استبقنا إِلَى مضيق فِي الْحَرْب وسعته لنا سيوف مصقولة بأيماننا
٤ - سحبل اسْم مَوضِع أضيف الْبَطْحَاء إِلَيْهِ مَعْنَاهُ أَن لَهُم صدر سَيفي يعْمل فيهم وَلَيْسَ لي مِنْهُ إِلَّا مقبضه
٥ - الغماء الْأَمر الشَّديد الَّذِي لَا يدْرِي من أَيْن يُؤْتى يَقُول لَا يكْشف
1 / 10
(تقاسمهم أسيافنا شَرّ قسْمَة ... ففينا غواشيها وَفِيهِمْ صدورها)
وَقَالَ أَيْضا
(هواي مَعَ الركب اليمانين مصعد ... جنيب وجثماني بِمَكَّة موثق)
٣ - (عجبت لمسراها وأنى تخلصت ... إِلَيّ وَبَاب السجْن دونى مغلق)
٤ - (ألمت فحيت ثمَّ قَامَت فودعت ... فَلَمَّا تولت كَادَت النَّفس تزهق)
٥ - (فَلَا تحسبي أَنِّي تخشعت بعدكم ... لشَيْء وَلَا أَنِّي من الْمَوْت أفرق)
ــ
الشدائد وَلَا يزيلها إِلَّا أَبنَاء الْأَحْرَار لأَنهم هم الصَّابِرُونَ على المكاره فِي ابْتِغَاء الْمجد واكتساب الشّرف
١ - شَرّ قسْمَة أَي شَرّ قسْمَة لَهُم وَخير قسْمَة لنا وغاشية السَّيْف مقبضه وَقيل غمده وَمَعْنَاهُ قاسمناهم سُيُوفنَا ففينا مقابضها وَفِيهِمْ مضاربها
٢ - الركب الركْبَان الْإِبِل خَاصَّة واليمانون جمع يمَان الْمَنْسُوب إِلَى الْيمن والمصعد المبعد من الأصعاد أَي الأبعاد وجنيب بِمَعْنى مجنوب مستتبع والجثمان الْبدن والموثق الْمُقَيد
يَقُول هُوَ أَي مَعَ ركبان الْإِبِل القاصدين نَحْو الْيمن مقود وبدني مأسور مُقَيّد بِمَكَّة
٣ - عجبت طسراها أَي مسرى خيالها نزل خيالها منزلتها على الْعَادة ليَصِح التَّعَجُّب وَمعنى الْبَيْت ظَاهر
٤ - ألمت من الْإِلْمَام بِمَعْنى الزِّيَارَة وحيت من التَّحِيَّة بِمَعْنى السَّلَام وتزهق أَي تذْهب يَقُول حاكيا لحَال الخيال جاءتنا فَسلمت علينا ثمَّ لم تلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى قَامَت وأعرضت فَلَمَّا تولت كَادَت النَّفس تخرج فِي أَثَرهَا
٥ - تخشعت أَي تكلفت الْخُشُوع وأفرق من الْفرق وَهُوَ الْخَوْف وَإِنَّمَا ناسبت هَذِه الأبيات الحماسة وَدخلت فِيهَا لاستهانته بِمَا اجْتمع عَلَيْهِ من الْحَبْس والقيد
1 / 11
(وَلَا أَن نَفسِي يزدهيها وعيدكم ... وَلَا أنني بِالْمَشْيِ فِي الْقَيْد أخرق)
(وَلَكِن عرتني من هَوَاك صبَابَة ... كَمَا كنت ألْقى مِنْك إِذْ أَنا مُطلق)
٣ - وَقَالَ أَبُو عَطاء السندي
٤ - (ذكرنك والخطي يخْطر بَيْننَا ... وَقد نهلت منا المثقفة السمر)
٥ - (فوَاللَّه مَا أَدْرِي وَإِنِّي لصَادِق ... أَدَاء عراني من حبابك أم سحر)
٦ - (فَإِن كَانَ سحرًا فاعذريني على الْهوى ... وَإِن كَانَ دَاء غَيره فلك الْعذر)
ــ
وَصَبره على ذَلِك يَقُول لَا تظني أَنِّي تكلفت الْخُشُوع بعدكم لشَيْء عَارض وَلَا أَنِّي أَخَاف من الْمَوْت
١ - يزدهيها أَي يستخفها وعيدكم أَي تهديدكم إيَّايَ ويروي وَعِيدهمْ والأخرق الْقَلِيل الرِّفْق بالشَّيْء وَالْأَحْسَن رِوَايَة وَعِيدهمْ وَعَلَيْهَا يكون الْمَعْنى لَا تظني أَن نَفسِي يستخفها تهديد الْقَوْم الَّذين حبست لأجلهم وَلَا أَنِّي ضجرت بِالْمَشْيِ فِي الْقَيْد يصف نَفسه بِالصبرِ على مَا يلقاه من الشدائد
٢ - الصبابة الْعِشْق الزَّائِد يَقُول أعتراني فِي الْهوى عَظِيم شوق وَجهد صبَابَة كَمَا كنت أقاسيه فِيك وَأَنا مُطلق
٣ - اسْمه مَرْزُوق وَقيل أَفْلح وَكَانَ جيد الشّعْر وَكَانَت بِهِ لكنة وَهُوَ شَاعِر إسلامي من شعراء بني أُميَّة
٤ - الخطي الرمْح مَنْسُوب إِلَى الْخط وَهُوَ سيف الْبَحْرين وعمان وأصل الْخطر التحرك وَقد نهلت منا أَي من دمائنا والمثقفة السمر هِيَ الرماح وَنبهَ بِهَذَا الْكَلَام على قلَّة مبالاته بِالْحَرْبِ واشتياقه إِلَيْهَا فِي حَال اخْتِلَاف الرماح بَينهم بالطعن
٥ - الْحباب بِكَسْر الْحَاء الْحبّ يقسم بِاللَّه تَعَالَى أَنه لَا يدْرِي أَي الْأَمريْنِ أَصَابَهُ فِي حبها هَل هُوَ الدَّاء أَو السحر
٦ - السحر التمويه وَإِخْرَاج الشَّيْء
1 / 12
١ - قَالَ بلعاء بن قيس الْكِنَانِي
(وَفَارِس فِي غمار الْمَوْت منغمس ... إِذا تألى على مَكْرُوهَة صدقا)
٣ - (غَشيته وَهُوَ فِي جأواء باسلة ... عضبا أصَاب سَوَاء الرَّأْس فانفلقا)
٤ - (بضربة لم تكن مني مخالسة ... وَلَا تعجلتها جبنا وَلَا فرقا)
٥ - قَالَ ربيعَة بن مقروم الضَّبِّيّ
ــ
فِي رَأْي الْعين على وَجه يُخَالف حَقِيقَته يَقُول إِن كنت فتنتني بحسنك فلي عذر حِين افتتنت بِهِ وَإِن كنت أَنا المتعرض لَك من نَفسِي فلك الْعذر
١ - هُوَ من بني كنَانَة وَلم يُوجد لَهُ فِي كتب الْأَدَب تَرْجَمَة تفي بمكانته من الشّعْر وَشهد حَرْب الْفجار الثَّانِي وَكَانَ على بني بكر وَمَات فِي تِلْكَ الْأَيَّام وَقَامَ جثامة قيس أَخُوهُ مَكَانَهُ
٢ - غمار الْمَوْت جمع غمرة وَهِي شدائده وتألى أَي حلف وَالْمعْنَى رب فَارس دَاخل فِي شَدَائِد الْمَوْت إِذا حلف على مَا يكره مِنْهُ بر وَلم يَحْنَث
٣ - غَشيته أَي فنعت رَأسه بِالسَّيْفِ والجأواء الكتيبة المخضرة من كَثْرَة السِّلَاح والبسالة من البسل وَهُوَ الْحَرَام كَأَنَّهَا لتمنعها يمْتَنع لقاؤها والعضب السَّيْف الْقَاطِع والسواء الْوسط مَعْنَاهُ رب فَارس صفته هَكَذَا أَنا ضَربته وَهُوَ فِي جَيش تَامّ السِّلَاح كريه اللِّقَاء بِسيف قَاطع أصَاب وسط رَأسه فشقه
٤ - مخالسة من الاختلاس ضد التأني والتثبت والجبن ضد الشجَاعَة وَالْفرق الْخَوْف مَعْنَاهُ أَنه تناوهل من خَصمه مَا تنَاول بتثبت وَقُوَّة قلب لَا كَمَا يَفْعَله الجبان مَعَ خَصمه
٥ - هُوَ من ضبة جاهلي إسلامي شهد الْقَادِسِيَّة وجلولاء أَيَّام عمر بن الْخطاب وَهُوَ من شعراء مُضر الْمَعْدُودين وَكَانَت عبد الْقَيْس أسرته ثمَّ منت عَلَيْهِ بعد ذَلِك
1 / 13
(وَلَقَد شهِدت الْخَيل يَوْم طرادها ... بسليم أَو ظفة القوائم هيكل)
(فدعوا نزال فَكنت أول نَازل ... وعلام أركبه إِذا لم أنزل)
٣ - (وألد ذِي حنق عَليّ كَأَنَّمَا ... تغلي عَدَاوَة صَدره فِي مرجل)
٤ - (أرجيته عني فأبصر قَصده ... وكويته فَوق النواظر من عل)
٥ - قَالَ سعد بن ناشب
ــ
١ - الأوظفة جمع وظيف وَهُوَ مستدق الذِّرَاع والساق من الْخَيل وَغَيرهَا والقوائم الأرجل والهيكل الْعَظِيم وصف بِهِ الْفرس يَقُول حضرت الفرسان يَوْم تطاردهم بِالرِّمَاحِ وَأَنا على فرس ضخم سليم الأوظفة من الْعُيُوب فالخيل فِي الْبَيْت مَعْنَاهُ الفرسان لِأَن الطراد لَا يكون إِلَّا مِنْهُم وَهُوَ مثل قَول النَّبِي ﷺ يَا خيل الله ارْكَبِي
٢ - نزال اسْم فعل بِمَعْنى انْزِلْ وَالْمعْنَى أَنهم تنادوا عِنْد الْحَرْب وَقَالُوا نزال فَكنت أول النازلين ولأي شَيْء أركب فرسي إِذا لم أنزل عِنْد دعائي للنزال
٣ - الألد الشَّديد الْخُصُومَة وَالْجمع لد بِضَم اللَّام والحنق الغيظ والمرجل الْقدر بِكَسْر الْقَاف تكون من نُحَاس يَقُول رب خصم شَدِيد الْخُصُومَة صَاحب غيظ وَغَضب على تغلي عداوته فِي صَدره غليان الْمرجل بِمَا فِيهِ على النَّار دَفعته عَن نَفسِي بِدَلِيل الْبَيْت بعده وَهُوَ جَوَاب رب
٤ - أرجيته أَخَّرته وصرفته قَالَ أَبُو الْفَتْح أَكثر من نرى يروي هَذَا الْبَيْت أرجيته بالراء فَإِذا تَعَالَى شَيْئا رَوَاهُ أرجأته بِالْهَمْز وَكِلَاهُمَا تَصْحِيف وَإِنَّمَا هُوَ أوجيته بِالْوَاو أَي أذللته وقهرته فَوق النواظر أَي بَين الجبين والنواظر وَمَعْنَاهُ رب خصم هَكَذَا صرفته عَن نَفسِي وَقد أبْصر رشده وكويته فَوق نواظره من أَعْلَاهُ
٥ - شَاعِر إسلامي فِي الدولة المروانية وَهُوَ من بني مَازِن بن مَالك بن
1 / 14
(سأغسل عني الْعَار بِالسَّيْفِ جالبا ... عَليّ قَضَاء الله مَا كَانَ جالبا)
(وأذهل عَن دَاري وَأَجْعَل هدمها ... لعرضي من بَاقِي المذمة حاجبا)
٣ - (ويصغر فِي عَيْني تلادي إِذا انْثَنَتْ ... يَمِيني بِإِدْرَاك الَّذِي كنت طَالبا)
٤ - (فَإِن تهدموا بالغدر دَاري فَإِنَّهَا ... تراث كريم لَا يُبَالِي العواقبا)
٥ - (أخي غَمَرَات لَا يُرِيد على الَّذِي ... يهم بِهِ من مفظع الْأَمر صاحبا)
ــ
عَمْرو بن تَمِيم وَسبب هَذِه الأبيات أَنه كَانَ أصَاب دَمًا فهدم بِلَال بن أبي بردة دَاره بِالْبَصْرَةِ وحرقها وَقيل إِن الْحجَّاج هُوَ الَّذِي هدم دَاره
١ - سأغسل أَي سأزيل والعار كل شَيْء لزم بِهِ عيب يَقُول سأزيل الْعَار عَن نَفسِي بِاسْتِعْمَال السَّيْف فِي الْأَعْدَاء فِي حَال جلب حكم الله عَليّ مَا يجلبه
٢ - ذهل فلَان عَن كَذَا تَركه على عهد أَو نَسيَه لشغل وَالْعرض بِكَسْر الْعين هُوَ مَحل الْمَدْح والذم من الْإِنْسَان يَقُول أتناسى دَاري وَأَجْعَل هدمها حاجبا وواقيا لعرضي من الْعَار الْبَاقِي إِذا رَأَيْتهَا دَار هوان
٣ - التلاد المَال الْقَدِيم وَخَصه بِالذكر لِأَن النَّفس تضن بِهِ وَنبهَ بِهَذَا الْكَلَام على أَنه كَمَا يخف على قلبه ترك الدَّار والوطن خوفًا من الْعَار كَذَلِك يقل فِي عينه إِنْفَاق المَال الْقَدِيم عِنْد إِدْرَاك الْمَطْلُوب
٤ - الْهدم التخريب والغدر ترك الْوَفَاء والتراث الْمِيرَاث وسمى ملكه مِيرَاثا وَهُوَ حَيّ من تَسْمِيَة الشَّيْء بِمَا يؤول إِلَيْهِ يُخَاطب بِلَالًا وَيَقُول إِن تهدموا دَاري غدرا وَأَنا غَائِب فَلَا أُبَالِي بذلك وَلَا أغضب لِأَنَّهَا ملك رجل كريم لَا يُبَالِي بالعواقب
٥ - الغمرات الشدائد ويروي أخي عَزمَات يصف نَفسه بِأَنَّهُ ملازم للشدائد مستبد بِرَأْيهِ لَا يتَّخذ رَفِيقًا فِيمَا يَقْصِدهُ من فظائع الْأُمُور بل يَكْتَفِي بشجاعته عَن غَيره
1 / 15
(إِذا هم لم تردع عَزِيمَة همه ... وَلم يَأْتِ مَا يَأْتِي من الْأَمر هائبا)
(فيا لرزام رشحوا بِي مقدما ... إِلَى الْمَوْت خوضا إِلَيْهِ الكتائبا)
٣ - (إِذا هم ألق بَين عَيْنَيْهِ عزمه ... ونكب عَن ذكر العواقب جانبا)
٤ - (وَلم يستشر رَأْيه غير نَفسه ... وَلم يرض إِلَّا قَائِم السَّيْف صاحبا)
٥ - وَقَالَ تأبط شرا
ــ
١ - الردع الْكَفّ والزجر والهيبة الْخَوْف والفزع وَالْمعْنَى أَنه إِذا عزم على أَمر مضى عَلَيْهِ وَإِذا أَتَى أمرا أَتَاهُ غير خَائِف مِنْهُ وَذَلِكَ لشجاعته
٢ - اللَّام من يَا لرزام مَفْتُوحَة لِأَنَّهَا لَام الاستغاثة ورزام مستغاث بهم وهم حَيّ من تَمِيم نسبوا إِلَى جدهم رزام بن مَالك بن حَنْظَلَة والترشيح التربية والتأهيل مَعْنَاهُ أَنه تَدْعُو رزاما لِأَن يرشحوا بِهِ حَالَة كَونه رجلا جسورا مقداما يَخُوض إِلَى الْمَوْت الْكَتَائِب أَي الجيوش المجتمعة لجرأته
٣ - التنكيب عَن الشَّيْء الانحراف عَنهُ وَالْمعْنَى أَنه إِذا عزم على شَيْء جعله نصب عَيْنَيْهِ وَلَا يغْفل عَنهُ كَمَا أَنه لَا يمِيل إِلَى ذكر العواقب بل ينحرف عَنْهَا جانبا
٤ - وَلم يستشر فِي رَأْيه يروي فِي أمره وقائم السَّيْف مقبضه وَمعنى الْبَيْت ظَاهر
٥ - اسْمه ثَابت وكنيته أَبُو زُهَيْر وَهُوَ من بني فهم وَفهم وعدوان إخْوَان وَكَانَ أحد العدائين وَإِنَّمَا لقب بِهَذَا اللقب لِأَنَّهُ تأبط سكينا ذَات يَوْم وَخرج فَسُئِلت عَنهُ أمه فَقَالَت لَا أَدْرِي إِنَّه تأبط شرا وَخرج وَقيل غير ذَلِك وَكَانَ بَنو لحيان من هُذَيْل أخذُوا عَلَيْهِ طَرِيق جبل وجدوه فِيهِ يجني عسلا وَلم يكن لَهُ طَرِيق غَيره فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا استأسر أَو نقتلك فكره أَن يستأسر وصب مَا مَعَه من الْعَسَل على الصخر وَوضع نَفسه عَلَيْهِ حَتَّى انْتهى إِلَى الأَرْض من غير طريقهم فَصَارَ بَينه
1 / 16
(إِذا الْمَرْء لم يحتل وَقد جد جده ... أضاع وقاسى أمره وَهُوَ مُدبر)
(وَلَكِن أَخُو الحزم الَّذِي لَيْسَ نازلا ... بِهِ الْخطب إِلَّا وَهُوَ للقصد مبصر)
٣ - (فَذَاك قريع الدَّهْر مَا عَاشَ حول ... إِذْ سد مِنْهُ منخر جاش منخر)
٤ - (أَقُول للحيان وَقد صفرت لَهُم ... وطابي ويومي ضيق الْجُحر معور)
٥ - (هما خطتا إِمَّا إسار ومنة ... وَإِمَّا دم وَالْقَتْل بِالْحرِّ أَجْدَر)
ــ
وَبينهمْ ثَلَاثَة أَيَّام وَنَجَا مِنْهُم فَحكى الْحِكَايَة فِي هَذِه الأبيات
١ - الْحِيلَة من حَال الشَّيْء إِذا انْقَلب عَن جِهَته كَأَن صَاحبهَا يُرِيد أَن يَأْخُذ مَا عِنْد غَيره يَقُول إِذا نزل بِهِ مَكْرُوه وَلم يجد لَهُ ناصرا فسبيله أَن يحتال وجد جده أَي زَاد اجْتِهَاده والإسناد مجَاز عَقْلِي وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان إِذا نزل بِهِ الْمَكْرُوه وَلم يحتل فِي خلاصه مِنْهُ أضاع أمره وقاسى مِنْهُ مَا يقاسي وَهُوَ مول مُدبر
٢ - الْخطب الكرب يَقُول صَاحب الحزم وَالتَّدْبِير هُوَ الَّذِي يستعد لِلْأَمْرِ قبل نُزُوله وَهَذَا كَمَا قيل قبل الرماء تملأ الكنائن
٣ - قريع الدَّهْر هُوَ المجرب للأمور والحول الْبَصِير بتحويل الْأُمُور وَقَوله إِذا سد مِنْهُ منخر إِلَى آخر الْبَيْت مثل للخلاص من الشدَّة وَالْمعْنَى أَن الْإِنْسَان المتيقظ صَاحب الحزم المجرب للأمور إِذا أَخذ عَلَيْهِ بَاب نفذ فِي غَيره وَلم تعيه الْحِيَل
٤ - لحيان بطن من هُذَيْل وَمعنى صفرت خلت والوطاب جمع وطب وَهُوَ سقاء اللَّبن فِي الأَصْل وَأَرَادَ بهَا ظروف الْعَسَل الَّتِي صب الْعَسَل مِنْهَا على الْجَانِب الآخر وَركبهُ متزلقا حَتَّى لحق بالسهل وَقَوله ضيق الْجُحر مثل لضيق المنفد والمعور المنكشف الْعَوْرَة أَي إِنَّه يَقُول لَهُم وَهُوَ فِي هَذِه الْحَالة ومقول القَوْل الْآتِي فِي الْبَيْت بعده وَهُوَ قَوْله هما خطتا إِلَى آخر الْبَيْت
٥ - خطتا مثنى
1 / 17
(واخرى اصادي النَّفس عَنْهَا وَإِنَّهَا ... لمورد حزم إِن فعلت ومصدر)
(فرشت لَهَا صَدْرِي فزل عَن الصَّفَا ... بِهِ جؤجؤ عبل وَمتْن مخصر)
٣ - (فخالط سهل الأَرْض لم يكدح الصَّفَا ... بِهِ كدحة وَالْمَوْت خزيان ينظر)
٤ - (فَأَبت إِلَى فهم وَلم أك آيبا ... وَكم مثلهَا فارقتها وَهِي تصفر)
ــ
خطة وَهِي الْأَمر والقصة وَبَينهمَا بقوله إِمَّا إسار أَي أسر وَمِنْه وَإِمَّا دم أَي قتل وَحذف النُّون من خطتا لطول الْكَلَام وَالْمعْنَى لَيْسَ لي إِلَّا وَاحِد من أَمريْن على زعمكم إِمَّا استئسار والتزام منتكم إِن أردتم الْعَفو وَإِمَّا قتل وَهُوَ بِالْحرِّ أَجْدَر أَي أَحَق مِمَّا يكسبه الذل وَالْقَتْل بِالْحرِّ أَجْدَر اعْتِرَاض بَين مَا عده من الْخِصَال
١ - المصاداة إدارة الرَّأْي فِي تَدْبِير الشَّيْء وإمعان النّظر فِيهِ والإتيان بِهِ يَقُول وَهَهُنَا خطة أُخْرَى أداري نَفسِي فِيهَا وَإِنَّهَا هِيَ الْموضع الَّذِي يردهُ الحزم ويصدر عَنهُ إِن فعلت وَبَينهَا فِي الْبَيْت بعده بقوله فرشت لَهَا صَدْرِي إِلَى آخر الْبَيْت
٢ - فرشت أَي بسطت بَين بِهَذَا كَيْفيَّة مزاولته لنَفسِهِ وَقَوله جؤجؤ عبل أَي صدر ضخم وَمعنى متن مخصر ظهر دَقِيق وَالْمعْنَى أَنه فرش لأجل هَذِه الخطة صَدره على الصَّفَا وَذَلِكَ حِين صب الْعَسَل فزلق بِهِ عَن الصَّفَا
٣ - الْخَلْط أَصله تدَاخل أَجزَاء الشَّيْء بَعْضهَا فِي بعض وَأَرَادَ بِهِ هُنَا الْوُصُول وَلم يكدح أَي لم يُؤثر وخزيان من الخزاية وَهِي الاستحياء وَينظر يتحير يَقُول أسهلت وَلم يُؤثر الصَّفَا فِي صَدْرِي أثرا وَلَا خدشا وَالْمَوْت كَانَ قد طمع فِي فَلَمَّا رَآنِي تخلصت بَقِي مستحييا ينظر ويتحير
٤ - فَأَبت أَي رجعت وَفهم اسْم قَبيلَة وَالضَّمِير فِي مثلهَا يعود إِلَى هُذَيْل وَتَصْفَر من الصفير كِنَايَة عَن تأسفها على خلاصه مِنْهَا يَقُول رجعت
1 / 18
١ - قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ
(وَلَقَد سريت على الظلام بمغشم ... جلد من الفتيان غير مثقل)
٣ - (مِمَّن حملن بِهِ وَهن عواقد ... حبك النطاق فشب غير مهبل)
ــ
إِلَى فهم وَمَا كدت أرجع إِلَيْهَا لمشارفتي على التّلف وَكم مثلهَا إِلَى آخر الْبَيْت
١ - اسْمه عَامر بن حليس أحد بني سعد بن هُذَيْل وَهُوَ صَحَابِيّ اشْتهر بكنيته أَتَى إِلَى النَّبِي ﷺ بعد أَن أسلم فَقَالَ لَهُ أحل لي الزِّنَا فَقَالَ لَهُ أَتُحِبُّ أَن يُؤْتى إِلَيْك مثل ذَلِك قَالَ لَا قَالَ فارض لأخيك مَا ترْضى لنَفسك قَالَ فَادع الله أَن يذهبه عني
وَكَانَ سَبَب قَول أبي كَبِير هَذِه الأبيات أَنه تزوج أم تأبط شرا وَكَانَ صَغِيرا فَلَمَّا رأى أَبَا كَبِير يكثر الدُّخُول على أمه تنكر لَهُ وَعرف ذَلِك أَبُو كَبِير فِي وَجهه فَقَالَ أَبُو كَبِير لأمه وَيحك قد وَالله رَابَنِي أَمر هَذَا الْغُلَام وَلَا آمنهُ فَلَا أقْربك قَالَت فاحتل عَلَيْهِ حَتَّى تقتله فَقَالَ لَهُ ذَات يَوْم هَل لَك أَن تغزو فَقَالَ ذَاك من أَمْرِي فَخَرَجَا لَيْلًا حَتَّى إِذا أدركهما مسَاء الْيَوْم الثَّانِي أبصرا نَارا يعرف أَبُو كَبِير أَنَّهَا نَار أَعدَاء لتأبط شرا فوجهه إِلَيْهَا فَرَأى عَلَيْهَا رجلَيْنِ من ألص الْعَرَب فوثبا إِلَيْهِ يُريدَان قَتله فَلَمَّا كَانَ أَحدهمَا أقرب إِلَيْهِ من الآخر عطف عَلَيْهِ فَقتله وَرجع إِلَى الآخر فَرَمَاهُ أَيْضا فَقتله ثمَّ جَاءَ إِلَى نارهما فَأخذ الْخبز وَجَاء إِلَى أبي كَبِير فألح إِلَيْهِ حَتَّى أخبرهُ بالْخبر فخاف أَبُو كَبِير مِنْهُ فَلَمَّا رجعا قَالَ إِن أم هَذَا الْغُلَام لَا أقربها أبدا وَقَالَ هَذِه الأبيات
٢ - يُقَال سرى وَأسرى بِمَعْنى وَاحِد وَقَوله على الظلام أَي فِي الظلام والمغشم من يرتكب الْأُمُور على غير نظر فِيهَا والمثقل الثقيل على النُّفُوس وَمعنى الْبَيْت ظَاهر
٣ - الضَّمِير فِي حملن للنِّسَاء
1 / 19
(ومبرىء من كل غبر حَيْضَة ... وَفَسَاد مُرْضِعَة وداء مغيل)
(حملت بِهِ فِي لَيْلَة مزؤدة ... كرما وَعقد نطاقها لم يحلل)
٣ - (فَأَتَت بِهِ حوش الْفُؤَاد مبطنا ... سهدا إِذا مَا نَام ليل الهوجل)
٤ - (فَإِذا نبذت لَهُ الْحَصَاة رَأَيْته ... ينزو لوقعتها طمور الأخيل)
٥ - (وَإِذا يهب من الْمَنَام رَأَيْته ... كرتوب كَعْب السَّاق لَيْسَ بزمل)
ــ
والحبك الطرائق والنطاق من ملابس النِّسَاء والمهبل الْمَدْعُو عَلَيْهِ بالهبل بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ كَون أمة تفقده مَعْنَاهُ أَنه حملت بِهِ أمه غير مستعدة للْفراش فَنَشَأَ مَحْمُودًا لم يدع عَلَيْهِ بالهبل
١ - غير حَيْضَة أَي بقايا حَيْضَة والمغيل من الغيلة بِكَسْر الْغَيْن وَهُوَ أَن تغشى الْمَرْأَة وَهِي ترْضع مَعْنَاهُ أَنَّهَا حملت بِهِ وَهِي طَاهِرَة لَيْسَ بهَا بَقِيَّة حيض وَوَضَعته وَلَا دَاء بِهِ استصحبه من بَطنهَا وَلم ترْضِعه أمه غيلا
٢ - الزؤد الْفَزع وَنسبه بَكَى اللَّيْلَة لوُقُوعه فِيهَا وَأظْهر التَّضْعِيف فِي قَوْله لم يحلل وَهُوَ لُغَة لبني تَمِيم وَوجه الْكَلَام لم يحل وَالْمعْنَى أَنَّهَا أكرهت وَلم يحل نطاقها فجَاء الْوَلَد نجيبا كَمَا تقدم
٣ - حوش الْفُؤَاد أَي ذكي الْفُؤَاد والمبطن الخميص الْبَطن والسهد من السهاد وَهُوَ السهر والهوجل الثقيل الكسلان وَقيل الأحمق لَا مسكة بِهِ وَجعل النَّعْل لِليْل لِأَنَّهُ يَقع فِيهِ مَعْنَاهُ أَن الْأُم أَتَت بِهَذَا الْوَلَد ذكيا حَدِيد الْفُؤَاد يسهر إِذا نَام الهوجل أَي الجافي الثقيل النّوم
٤ - يُقَال نبذت الشَّيْء من يَدي إِذا طرحته وينزو لوقعتها طمور الأخيل أَي يثب وثوب الأخيل والأخيل طَائِر قيل هُوَ الشاهين وَالْمعْنَى أَنَّك إِذا رميته بحصاة وَهُوَ نَائِم وجدته ينتبه لذَلِك انتباه من سمع بوقعتها هدة عَظِيمَة
٥ - الهبوب الانتباه من النّوم ورأيته أَي
1 / 20
(مَا إِن يمس الأَرْض إِلَّا منْكب ... مِنْهُ وحرف السلق طي الْمحمل)
(وَإِذا رميت بِهِ الفجاج رَأَيْته ... يهوي مخارمها هوي الأجدل)
٣ - (وَإِذ نظرت إِلَى أسرة وَجهه ... برقتْ كبرق الْعَارِض المتهلل)
٤ - (صَعب الكريهة لَا يرام جنابه ... ماضي الْعَزِيمَة كالحسام المقصل)
٥ - (يحمي الصحاب إِذا تكون عَظِيمَة ... وَإِذا هم نزلُوا فمأوى العيل)
وَقَالَ تأبط شرا أَيْضا
ــ
رَأَيْت رتوبه فَحذف الْمُضَاف والرتوب الْقيام والانتصاب والزمل والزميل مُصَغرًا الضَّعِيف مَعْنَاهُ أَنه إِذا اسْتَيْقَظَ من الْمَنَام انتصب انتصاب كَعْب السَّاق
١ - إِن زيد لتوكيد النَّفْي وطي الْمحمل انتصب على الْمصدر مِمَّا دلّ عَلَيْهِ مَا قبله لِأَنَّهُ لما قَالَ يمس الأَرْض مِنْهُ إِذا نَام جَانِبه وحرف السَّاق علم أَنه مطوي غير سمين وَالْمعْنَى أَنه إِذا نَام لَا ينبسط على الأَرْض وَلَا يتَمَكَّن مِنْهَا بأعضائه كلهَا حَتَّى لَا يكَاد يتشمر عِنْد الانتباه بِسُرْعَة والمحمل حمالَة السَّيْف
٢ - الفجاج جمع فج الطَّرِيق الْوَاسِع فِي جبل أَو غَيره والمخارم جمع مخرم وَهُوَ مُنْقَطع أنف الْجَبَل والأجدل الصَّقْر وَهَذَا الْكَلَام كِنَايَة عَن كَونه صَاحب همم إِذا نيطت بِهِ الصعاب ذللها
٣ - أسرة وَجهه أَي خطوط جَبهته والعارض من السَّحَاب مَا يعرض فِي جَانب السَّمَاء والمتهلل المتلألئ بالبرق يَقُول إِذا نظرت فِي وَجهه رَأَيْت أسارير وَجهه تشرق إشراق السَّحَاب المتهلل بالبرق
٤ - الكريهة اسْم للحرب والجناب الفناء والحسام السَّيْف والمقصل القطاع وَمعنى الْبَيْت ظَاهر
٥ - الصحاب الْأَصْحَاب والعيل جمع عائل وَهُوَ الْفَقِير هَهُنَا يصفه بِأَنَّهُ شُجَاع كريم
1 / 21