وأي الليالي إن غدرن، فإنه # ما سن أحباب لنا وحبائب (1)
الذنب لي أني جزعت وعنونت # عني دموع العين، وهي سواكب
دنيا تضر، ولا تسر، وذا الورى # كل يجاذبها، وكل عاتب
تلقي لنا طرفا، فإن هي أعرضت # نزعت، ولو أن الجبال جواذب (2)
هيهات، يا دنيا، وبرقك صادق، # أرجو، فكيف إذا وبرقك كاذب
والناس إما قانع أو طالب # لا ينتهي، أو راغب أو راهب
وإذا نعمت فكل شيء ممكن، # وإذا شقيت فكل شيء عازب (3)
قد قلت للباغي علي، ودونه # من فضل أحلامي ذرى وذوائب (4)
احذر مباغضة الرجال، فإنها # تدمي، وتقدر أن يقول العائب (5)
البيد يا أيدي المطي، فإنني # للضيم، إن أسرى إلي، مجانب (6)
ومجاهل الفلوات أطيب منزل # عندي، وأوفى الواعدين نجائب
وإذا بلغن بي الحسين، فإنه # حق لهن على المطايا، واجب
في بلدة فيها العيون حوافل، # والروض غض، والرياح لواعب (7)
عجب من الأيام رؤية مثله # نجم العلى، إذ كل نجم غارب
أوردنه أطراف كل فضيلة، # شيم تساندها على ومناقب
وله، إذا خبثت أصول عداته، # في تربة العلياء عرق ضارب
متفيئ الآراء في ظلل القنا، # تجري إليه من العلاء مذانب (8)
Page 85