ما مذهبي إلا التقحم بالقنا # بين الضلوع وللرجال مذاهب
وعلي في هذا المقال غضاضة، # إن لم يساعدني القضاء الغالب
ما لي أخوف بالردى، فأخافه، # هيهات لي في الخلق بعد عجائب
والعزم يطرحني بكل مفازة، # متشابه فيها زبى وغوارب (1)
أعطي الهجير مراده من صفحتي، # وتكد سمعي بالصرير جنادب (2)
إما أقيم صدور مجدي بالقنا، # ويقر عضبي، أو تقوم منادب
متأنقا، وذرى الرمال كأنها، # دون النواظر، عارض متراكب (3)
أصبابة من بعد ما ذهب الهوى # طلقا، وأعوز ما يرام الذاهب
وعلي تضمير الجياد لغارة، # فيها خضيب بالدماء وخاضب
أرضا، وذؤبان الخطوب تنوشني، # والعزم ماض والرماح سوالب (4)
أنا أكلة المغتاب، إن لم أجنها # شعواء يحضرها العقاب الغائب (5)
وكأنما فيها الرماح أراقم، # وكأنما فيها القسي عقارب
قد عز من ضنت يداه بوجهه، # إن الذليل من الرجال الطالب
إن كان فقر فالقريب مباعد، # أو كان مال فالبعيد مقارب
وأرى الغني مطاعنا بثرائه # أعداءه والمال قرن غالب (6)
يشكو تبذلي الصحاب، وعاذر # أن ينبذ الماء المرنق شارب (7)
من أجل هذا الناس أبعدت الهوى، # ورضيت أن أبقى، وما لي صاحب
Page 84