وينسيه بدء العيش ما في عقيبه، # وجيئته تبدي لنا عن ذهوبه
إلى كم أشق الليل عن كل مهمه، # وأرعى طلوع النجم حتى مغيبه (1)
أخط بأطراف القنا كل بلدة، # وأملي جلابيب الملا من ندوبه (2)
وكنت إذا خوى نجيب تركته # أسير عقال مؤلم من لغوبه (3)
رجاء لعز أقتنيه وحالة # تزيد عدوي من غواشي كروبه
وبزلاء من جند الليالي لقيتها # بقلب بعيد العزم فيها قريبه (4)
نصبت لها وجهي، وليس كعاجز # يوقيه حر الطعن من يتقي به
وخيل كأمثال القنا تحمل القنا # على كل عنق عاقد من سبيبه (5)
حملت عليها كل طعان سربة # كما نهز الساقي بجنبي قليبه (6)
قضى وطر العلياء من ركب القنا، # وأولغ بيضا من دم في صبيبه
ولما ركبت الهول لم أرض دونه، # ومن ركب الليث اعتلى عن نجيبه
تريح علينا ثلة المجد شزب # تغالي، وأيد من قنا في صليبه (7)
وأبيض من عليا معد، بنانه # مقاوم ريان الغرار خصيبه
أخف إلى يوم الوغى من سنانه، # وأمضى على هام العدى من قضيبه (8)
هل السيف إلا منتضى من لحاظه، # أو البدر إلا طالع من جيوبه
إذا سئل انهال الندى من بنانه، # كما انهال أذيال النقا من كثيبه
Page 131