بهن تركت الالف رغما وانه ... ... ... لترك حياة النفس بين شعابها خليلي شان الدهر بين مشتت ... ... ... فما الفة الاثنين الا اغتنابها
ولولا ولوع الدهر بالبين لم تزل ... ... يتيمة هذا البحر تحت عبابها
ولا رجعت فوق الفنون حنينها ... ... هتوف شجتها مثلها بغيابها
ولا خليت دور الفضائل والتقى ... ... وطارت اعاصير الفنا بصاحبها
أما هكذا الاقدار تنفذ حكمها ... ... ... بلى ان هذا خصلة من عجابها
تريد الاماني ان تقر قرارها ... ... ... وتابى لها الاقدار غير انتيابها
على عجمات الصبر شجت قلوبنا ... ... ليمتاز رخو الصبر بين صلابها
بعيشكما هل تعلمان وديعة ... ... ... ولم تطرق الاكدار عتتبة بابها
وهل مقلة لم يملأ الدمع غربها ... ... وهل كبد لم تحترق بمصابها
افيضا علي العذر إن تك اسوقي ... ... لدى فعلات الدهر أهل صعابها
انلزم هذا الدهر خلة منصف ... ... ... تزول جبال الأرض قبل انقلابها
وللكل منه طعنة فوق نحره ... ... ... ولا تنثني للبرء الا ثنى بها
ومن لي وللأيام ان تعقب امرءا ... ... وقد فرغت كل النهى من عتابها
لقد كاشفتنا بالذي في ضميرها ... ... وعم الورى ما انفقت من جوابها
لأعمد ممن ينسب الغدر نحوها ... ... وتصريفها فرع لأصل صوابها
الم تظهر التحقيق عن ذات طبعها ... ... فما ثقة الاحرار منها بعابها
ومن ظن بالأيام ما ليس خلقها ... ... ... اضاف لها مالم يكن من حسابها
افادت ذوي الأبصار كيف اقتضاؤها ... ... بما اتقنوا من درسهم في كتابها
فاذ سقت المخدوع شهدا بكاسها ... ... فقد بصرته لودرى كأس صابها
شكا الناس من ايامهم بعد فوزها ... ... لهم بين بحري مائها وسرابها
ولا اشتكي منها ولست الومها ... ... ... على الحلو والمر الذي في شرابها
ومن كشف الأيام كشفي خصالها ... ... وشاهد كنه الحال خلف حجابها
رماها بصبر لا تقيم ظهورها ... ... ... عليه والقى حبله في رقابها
على انني والصبر بعد احبتي ... ... ... كهيم فلاة اثكلت بذئابها
متى ادعي صبرا لماضي عهودهم ... ... ولست بلاقيها عقيب ذهابها
عهود كامثال العرائس ودعت ... ... ... وواحزنا حادي المنايا حدابها
اقمت لعهد الحزن بعد انصرافها ... ... ظعائن تم السيراثر ركابها
Page 251