دنا ، ثم ألقى النار بين بيوتها
فطارت شعاعا ، لا يقر لها رحل
مروعة ، هيجت ، فضلت سبيلها
فسارت على الدنيا ، كما انتشر الرجل
فبت أداري القلب بعض شجونه
وأزجر نفسي أن يلم بها الهزل
وما كنت أدري - والشباب مطية
إلى الجهل - أن العشق يعقبه الخبل
رمى الله هاتيك العيون بما رمت
وحاسبها حسبان من حكمه العدل
فقد تركتني ساهي العقل ، سادرا
إلى الغي ، لا عقد لدي ، ولا حل
أسير ، وما أدري إلى أين ينتهي
بي السير ، لكني تلقفني السبل
فلا تسألني عن هواي ؛ فإنني
وربك أدري كيف زلت بي النعل ؟
فما هي إلا أن نظرت فجاءة
بحلوان حيث انهار ، وانعقد الرمل
إلى نسوة مثل الجمان ، تناسقت
فرائده حسنا ، وألفه الشمل
Page 9