43

قليل على عهد الإخاء ثباته

فأسفله عال ، وعاليه سافل

إذا حركته غضبة مات حلمه

وظل على أضيافه يتأفل

شديد الحميا ؛ يرهب الناس بطشه

ولكنه من نفخة الريح يجفل

كأن أعالي الموج عهن مشعث

به ، وانحدار السيح شعر مفلفل

ذكرنا به ما قد مضى من ذنوبنا

وفي الناس إن لم يرحم الله غفل

وكيف ترانا صانعين ، وكلنا

بقارورة صماء ، والباب مقفل ؟

فلا تبتئس إن فات حظ ، فربما

أضاءت مصابيح الدجى وهي أفل

فقد يبرأ الداء العضال ، وينجلي

ضباب الرزايا ، والمسافر يقفل

وكيف يخاف المرء حيفا ، وربه

بأحسن ما يرجو من الرزق يكفل ؟

Page 43