277

وكيف يفيق القلب من سورة الهوى

وقد مده سحر العيون بما مدا ؟

وما كنت لولا العذل أبدي خفية

ولكن توالى القدح يسترعف الزندا

ومن لي بأن القلب يكتم وجده ؟

وكيف تسام النار أن تكتم الندا ؟

فلا وصل إلا ذكرة تبعث الأسى

على النفس حتى لا تطيق له ردا

أبيت قريح الجفن ، لا أعرف الكرى

طوال الليالى ، والجوانح لا تهدا

فيأيها النوام ! والشوق عازر

ألا أحد يشرى بغفوته السهدا ؟

لقد ذل من يبغي من الناس ناصرا

وقد خاب من يجنى من الأرقم الشهدا

فإياك أن تخدع بشيمة صاحب

فمن ظن خيرا بالزمان فقد أكدى

فقد طالما جربت خلا فما رعى

وحلفا فما أوفى ، وعونا فما أجدى

وما الناس إلا طالب غير واجد

لما يبتغي ، أو واجد أخطأ القصدا

Page 277