وقال مؤيدية:
الخفيف
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ ... علمتْني الجنون بالسوداءِ
رشأٌ دبَّ في سوالفه النم ... لُ فهامت خواطر الشعراء
روض حسن غنى لنا فوقهُ الحل ... يُ فأهلًا بالرَّوضةِ الغناء
جائر الحكم قلبه ليَ صخرٌ ... وبكائي له بكى الخنساء
عذلوني على هواهُ فأغرَوا ... فهواه نصبٌ على الأغراء
من معيني على رشًا صرتُ من ما ... ءِ دموعي عليه مثل الرشاء
من معيني على لواعج حبٍّ ... تتلظَّى من أدمعي بالماء
وحبيبٍ إليَّ يفعلُ بالقل ... بِ فعال الأعداء بالأعداء
ضيقِ العينِ إن رنا واسْتمحنا ... وعناء تسمح البخلاء
ليتَ أعطافهُ ولو في منامٍ ... وعدتْ باستراقةٍ للقاء
يتثنَّى كقامة الغصن اللد ... ن ويعطو كالظبية الأدماء
يا شبيهَ الغصون رفقًا بصبٍّ ... نائحٍ في الهوى مع الورقاء
يذكرُ العهدَ بالعقيقِ فيبكي ... لهواهُ بدمعةٍ حمراء
يا لها دمعةٌ على الخدِّ حمرا ... ء بدتْ من سوداء في صفراء
فكأنِّي حملتُ رنك بن أيو ... ب على وجنتي لفرط ولاء
ملك حافظ المناقب تروي ... راحتاه عن واصل عن عطاء
في معاليه للمديح اجتماعٌ ... كأبي جاد في اجتماع الهجاء
خلِّ كعبًا ورُم نداه فما كع ... بُ العطايا ورأسها بالسواء
وارجُ وعدَ المنى لديه فإسما ... عيلُ ما زال معدنًا للوفاء
ما لكفيهِ في الثراء هدوّ ... فهو فيه كسابحٍ في ماء
جمعتْ في فنائِه الخيل والإب ... ل وفودًا أكرم بها من فناء
لو سكتْنا عن مدحِه مدحته ... بصهيل من حوله ورُغاء
همةٌ جازت السماكَ فلم يع ... بأ مداها بالحاسد العوّاء
وندًى يخجلُ السحابَ فيمشي ... من ورا جودِهِ على استحياء
1 / 4