وَتَنَظُرُ يَومَ تَشتَبِكُ العَوالي ... عَلِيًّا يَومَ بَدرٍ أَو حُنينِ
أَمَولانا الأَمِيرُ نِداءَ عَبدٍ ... تَحمَّلَ مِنكَ فَضلًا غَيرَ هَينِ
لَقَد أَجمَلتَ فِعلَكَ بي فَتَمِّم ... جَميلَكَ بِالجَميلِ إِلى حُسَينِ
فَلَو أَني شَفِعتَ لِأَجنَبِيٍّ ... لَأَصبَحَ في ذَراكَ قَرِيرَ عَينِ
فَكَيفَ لِمَن كَسَوتَ أَباهُ جاهًا ... بِجاهِكَ بَينَ أَهلِ المَشرِقَينِ
وَقَد شَرَّفتَهُ بِقَديمِ عَهدٍ ... وَوَعدُكَ غَيرُ مَغلولِ اليَدَينِ
وقال أيضًا يمدحه برحبة مالك عند وفادته إلى الدزبري سنة ٤٣١:
ذَكَرَ الشَبابَ فَهاجَهُ التَذكارُ ... أَسَفًا وَعاوَدَ نَفسَهُ اِستِعبارُ
لا عُذرَ لي عِندَ العَذارى بَعدَما ... شابَت بِرَأسِي لِمَّةٌ وَعِذارُ
وَالوَقرُ في أُذُنِ الفَتى أَشهى لَهُ ... مِن قَولِهِم إِنَّ المَشيبَ وَقارُ
لِلّهِ أَيّامُ الصِبا لَو لَم تَكُن ... شَجَراتِ غَيٍّ ما لَهُنَّ ثِمارُ
ما كانَ أَقصَرَهُنَّ عِندي مُدَّةً ... وَكَذاكَ أَيّامُ السُرورِ قِصارُ
مَعَ كُلُّ غانِيَةٍ كَأَنَّ رُضابَها ... عَسَلٌ مِنَ الأَشَرِ العِذابِ مُشارُ