Dirāsāt ʿan Muqaddimat Ibn Khaldūn
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Genres
ثم قام شولتز - سنة 1825 - بدعاية قوية لمقدمة ابن خلدون ؛ نشر في المجلة الآسيوية مقالا «حول المؤلف التاريخي الانتقادي الكبير» لابن خلدون، دعا فيه إلى طبع المقدمة وترجمتها بكاملها.
انتقد شولتز الخطة التي كان يسير عليها المستشرقون إذ ذاك، قائلا: «إنهم يهتمون بالشعراء بوجه خاص، ويهملون المؤرخين والمفكرين. إن أبحاثهم توجه اهتماما متساويا نحو أسخف الآثار وأهم الأخبار، فلا تميز كثيرا بين الأسطورة التي لا تفيد شيئا، وبين الفلسفة التي تستحق انتباه جميع الذين ينزعون إلى التعمق والتأمل.»
ثم نقل شولتز البحث إلى اهتمام الأوروبيين بالأدب اللاتيني في عصر الانبعاث، فقال: «لا شك في أن أجدادنا لو كانوا حصروا اهتمامهم بغزليات الأدب اللاتيني، من غير أن يطلعونا على كتابات مفكريهم ومؤرخيهم؛ لظلت معرفتنا عن الأدب المذكور ناقصة جدا، وفكرتنا عنه مغلوطة تماما. إن موقفنا تجاه الأدب العربي الآن لا يختلف عن ذلك أبدا.» «ولأجل أن نوصل الناس إلى حالة تساعدهم على تقدير عبقرية العرب الخالدة، ولأجل أن نعرفهم ذهنية هذا الشعب الذي فتح العالم وحفظ العلوم؛ أعتقد بأنه يجب علينا أن نعمل شيئا غير تكرار أطلال المعلقات، ومبالغات المتنبي، تكرارا لا يعرف الانقطاع.»
ثم عقب شولتز على كل ذلك بالعبارة التالية: «إنني كتبت هذه المطالعات والملاحظات تحت تأثير كتاب مخطوط طالعته أخيرا، وأسفت جدا لأنني لم أره مطبوعا ومترجما ترجمة تامة.»
إن كتابة شولتز هذه وجدت صدى عميقا بين المستشرقين ، وحملتهم على نقل وترجمة بعض فصول المقدمة.
ولكن نسخ المقدمة المخطوطة المعلومة عندئذ كانت محدودة؛ ولذلك لم تنشط هذه الحركة بالسرعة الكافية، إلى أن أقدم المستشرق الفرنسي كاترمير
Qatremére
على طبع المقدمة في ثلاثة مجلدات سنة 1858. إن المستشرق المشار إليه بعد أن أنجز طبع المقدمة، شرع في ترجمتها أيضا، ولكنه مات قبل أن يتقدم فيها كثيرا، فأخذ البارون دو سلان
De Slane
على عاتقه هذه المهمة، وأنجزها بسرعة؛ فطبع الترجمة مع مقدمة طويلة، وشروح وتعليقات كثيرة، في ثلاثة مجلدات، ظهر الأول منها سنة 1862، والأخير سنة 1868.
Unknown page