Dhayl Thamarat Awraq
ثمرات الأوراق (مطبوع بهامش المستطرف في كل فن مستظرف للشهاب الأبشيهي)
Publisher
مكتبة الجمهورية العربية، مصر
Genres
الحق عنده وديعة فأخذه الملك وأودعه عنده في صندوق ثم مضت أشهر فوضعت ولدا ذكرا جميلا حسن الخلقة مثل القمر فلاحظ الوزير جانب الأدب في تسميته فرأى أنه إن إخترع له إسما وسماه به وظهر لوالده بعد ذلك فيكون قد أساء الأدب وإن هو تركه بلا إسم لم يتهيأ له ذلك فسماه شاه بور ومعناه بالفارسية ابن ملك فإن شاه ملك وبور ابن ولغتهم مبنية على تأخير المتقدم وتقديم المتأخر وهذه تسمية ليس فيها مؤاخذة ولم يزل الوزير يلاطف الجارية والولد إلى أن راهق البلوغ هذا كله وأزدشير ليس له ولد وقد طعن في السن وأقعده الهرم فمرض وأشرف على الموت فقال للوزير أيها الوزير قد هرم جسمي وضعفت قوتي وإني أرى إني ميت لا محالة وهذا الملك يأخذه بعدي من قضي له به فقال الوزير: لو شاء الله أن يكون للملك ولد كان قد ولي بعده الملك ثم ذكره بأمر بنت ملك الأردن وبحملها فقال الملك لقد ندمت على تغريقها ولو كنت أبقيتها حتى تضع فلعل حملها يكون ذكرا فلما شاهد الوزير
من الملك الرضا قال أيها الملك إنها عندي حية وقد ولدت ذكرا من أحسن الغلمان خلقا وخلقا فقال الملك أحق ما تقول فاقسم الوزير أن نعم ثم قال: أيها الملك إن في الولد روحانية تشهد بأبوة الأب وفي الوالد روحانية تشهد ببنوة الابن لا يكاد ذلك ينخرم أبدا وإني آتي بهذا الغلام بين عشرين غلاما في سنه وهيئته ولباسه وكلهم ذوو آباء معروفين خلا أباه وإني أعطي كل واحد منهم صولجانا وكرة وآمرهم أن يلعبوا بين يديك في مجلسك هذا ويتأمل الملك صورهم وخلقتهم وشمائلهم فكل من مالت إليه نفسك وروحانيتك فهو هو فقال الملك نعم التدبير الذي قلت فأخضرهم الوزير على هذه الصورة ولعبوا بين يدي الملك فكان الصبي فيهم إذا ضرب الكرة وقربت من مجلس الملك تمنعه الهيبة أن يتقدم ليأخذها إلا شاه بور فإنه كان إذا ضربها وجاءت عند مرتبة أبيه تقدم فأخذها ولا تأخذه الهيبة منه فلاحظ أزدشير ذلك منه مرارا فقال أيها الغلام ما أسمك قال شاه بور فقال له صدقت أنت ابني حقا ثم ضمه إليه وقبله بين عينيه فقال له الوزير هذا ابنك أيها الملك ثم أحضر بقية الصبيان ومعهم عدول فأثبت لكل صبي منهم والدا بحضرة الملك فتحقق الصدق في ذلك ثم جاءت الجارية وقد تضاعف حسنها وجمالها فقبلت يد الملك فرضي عنها فقال الوزير أيها الملك قد دعت الضرورة في الوقت إلى إحضار الحق المختوم فأمر الملك بإحضاره ثم أخذه الوزير وفتح ختمه وفتحه فإذا في ذكر الوزير وأنثياه مقطوعة مصانة فيه من قبل أن يتسلم الجارية من الملك وأحضر عدولا من الحكماء وهم الذين كانوا فعلوا به ذلك فشهدوا عند الملك بأن هذا الفعل فعلناه به من قبل أن يتسلم الجارية بليلة واحدة قال فدهش الملك أزدشير وبهت لما أبداه هذا الوزير وإثبات نسب الولد ولحوقه به ثم إن الملك عوفي من مرضه الذي كان به وصح جسمه ولم يزل يتقلب في نعمه وهو مسرور بابنه إلى أن حضرته الوفاة ورجع الملك إلى ابنه شاه بور بعد موت أبيه وصار ذلك الوزير يخدم ابن الملك أزدشير وشاه بور يحفظ مقامه ويرى منزلته حتى توفاه الله تعالى. الملك الرضا قال أيها الملك إنها عندي حية وقد ولدت ذكرا من أحسن الغلمان خلقا وخلقا فقال الملك أحق ما تقول فاقسم الوزير أن نعم ثم قال: أيها الملك إن في الولد روحانية تشهد بأبوة الأب وفي الوالد روحانية تشهد ببنوة الابن لا يكاد ذلك ينخرم أبدا وإني آتي بهذا الغلام بين عشرين غلاما في سنه وهيئته ولباسه وكلهم ذوو آباء معروفين خلا أباه وإني أعطي كل واحد منهم صولجانا وكرة وآمرهم أن يلعبوا بين يديك في مجلسك هذا ويتأمل الملك صورهم وخلقتهم وشمائلهم فكل من مالت إليه نفسك وروحانيتك فهو هو فقال الملك نعم التدبير الذي قلت فأخضرهم الوزير على هذه الصورة ولعبوا بين يدي الملك فكان الصبي فيهم إذا ضرب الكرة وقربت من مجلس الملك تمنعه الهيبة أن يتقدم ليأخذها إلا شاه بور فإنه كان إذا ضربها وجاءت عند مرتبة أبيه تقدم فأخذها ولا تأخذه الهيبة منه فلاحظ أزدشير ذلك منه مرارا فقال أيها الغلام ما أسمك قال شاه بور فقال له صدقت أنت ابني حقا ثم ضمه إليه وقبله بين عينيه فقال له الوزير هذا ابنك أيها الملك ثم أحضر بقية الصبيان ومعهم عدول فأثبت لكل صبي منهم والدا بحضرة الملك فتحقق الصدق في ذلك ثم جاءت الجارية وقد تضاعف حسنها وجمالها فقبلت يد الملك فرضي عنها فقال الوزير أيها الملك قد دعت الضرورة في الوقت إلى إحضار الحق المختوم فأمر الملك
Page 259